أرَبْعَ البـلى ! إنّ الخشـوعَ لَبـَـاد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرَبْعَ البـلى ! إنّ الخشـوعَ لَبـَـاد | عليكَ، وإنّي لم أخُنْكَ وِدَادي |
رهينة أرْوَاحٍ، وصَوْبِ غوادي | |
و لا أدْرَأُ الضّـرّاءَ عـنْـكَ بـحِـيـلة ٍ | فما أنا منــها قَــائـلٌ لـسـُــعــادِ |
و إن كنتَ مهجـورَ الفِـنا فَبمـا رمتْ | يدُ الدّهْرِ عن قوْسِ المنونِ فؤادي |
و إن كنتَ قد بدّلْـتَ بؤسي بنعمــة ٍ ، | فقـد بُـدّلَتْ عيْــني قـذى ً بــرقـُــادِ |
من الرَيح ما قامتْ، وإن هيَ أعصَفتْ | نهوُزٌ برأسٍ كالعَلاة ِ وهـادي |
فكم حطَمَتْ من جَنْدلٍ بمفازَة ٍ، | وخاضَتْ كتيّارِ الفُراتِ بوَادِ |
وما ذاكَ في جنبِ الأميرِ وزَوْرِهِ، | ليعْدلَ من عنْسي مدَبّ قُرادِ |
رأيتُ لفضل في السماحـة ِ هِـمّـة ً ، | أطالتْ لعمـري غيظَ كـلّ جـوادِ |
فتى ً لا تلوك الخمرُ شحمَة َ مالهِ، | و لـكـن أيـادٍ عُـوّدٌ وبــوادِ |
تـرى الناس أفواجاً إلى بابِ دارهِ ، | كأنّهم رَجْـلاً دَبـى ً وجَــرادِ |
فيومٌ لإلحاق الفقير بِذي الغِنى ، | ويـومُ رقـابٍ بوكِـرَتْ لـحَـصَـادِ |
أظلّتْ عطاياهُ نِزاراً، وأشرفَتْ | على حِمْيَرٍ في دارِها ومُرَادِ |
وكنّا، إذا ما الحائنُ الْجَدِّ غَرهُ | سَنى برق غـاوٍ ، أو ضجيـجُ رِعــادِ |
تردّى له الفضلُ بن يحيَ بن خالدٍ | بماضي الظُّبى يزهاه طولُ نجادِ |
أمامَ خميسٍ أُرْجُوانٍ كأنّهُ | |
فما هوَ إلاّ الدّهْـرُ يأتي بصرْفِـهِ ، | على كلّ مَنْ يَشْـقَـى بهِ ويُعـادي |
سلامٌ على الدنْيـا ، إذا ما فُقِـدْتُمُ ، | بني برْمَـكٍ من رائـحـيـنَ وغـادِ |
بفضلِ بن يحيَ أشرَقتْ سُبُلُ الهـدى | و أمّنَ ربّي خـوْفَ كـلّ بــلادِ |
فدونكها يا فضلُ مني كريمة ً، | ثنَتْ لك عطفاً بعد عِزّ قيادِ |
خليليَّـة ٌ فـي وزنـهـا قُـطُربــيّـة ٌ ، | نظائرُهَا عند الملوكِ عَتادي |
وما ضَرّهَا أن لا تُعَدّ لِجرولٍ، | ولا الْمُزَني كعبٍ، ولا لزِيادِ |