أرشيف المقالات

اتق الله يا وزير الأوقاف - ملفات متنوعة

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
 ـ د.
جابر قميحة: بتاريخ 23 - 5 - 2009 م من استقرائي تاريخ مصر الحديث والوزارات التى تتابعت في حكمها لم أشهد وزير أوقاف مثل السيد المبجل الدكتور حمدي زقزوق ، فله أوليات وفرائديات وسلوكيات ، وقرارات يعتبر فيها رائدا ...
لم يسبقه إليها أحد ، وقد تناولنا بتفصيل ما جاد به الدكتور الأنيق حمدي زقزوق في مقالات متعددة خرجت منها ـ بعد نظرة محايدة ـ أن كل قراراته وتصرفاته لا يهضمها عقل ، ولا يقتنع بها منطق ، ولا ننسى له أنه ذات يوم جمع الخطباء والأئمة وطالبهم بحماسة وحرارة ألا يقلدوا في خطبهم الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله .
وتلقيت على بريدي الإلكتروني عددا كبيرا من رسائل الخطباء والأئمة اجتمعت كلها على سؤال واحد خلاصته " وهل منا من يستطيع أن يقلد هذا الشيخ العظيم في أسلوبه ، وأفكاره ونبراته الآسرة ؟ !!! " .   ولا ننسى أن فضيلة الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف شن هجومًا حادًا على المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية الذين قاموا بزيارة مكتب المرشد العام لـ "الإخوان المسلمين" ومرشدهم محمد مهدي عاكف من أجل الحصول على "البركة" منه- على حد تعبيره- وقال إن هذا الأمر حدث من نقيب الصحفيين وعشرة من أعضاء مجلس النقابة. وأكد زقزوق في هجومه على "الإخوان" أمام مجلس الشورى أن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية ولا السلطة الدينية، واصفًا أعضاء الجماعة بأنهم "فئة ذات أفكار هدامة يريدون أن يبهروا العالم بأنهم هنا لهم السطوة والقوة".
كما حمل كلام الوزير تحريضًا للأمن على مواجهة أعضاء الجماعة وملاحقتهم، بعد أن طالب بحماية الشعب المصري مما دعاه بـ "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين"- على حد وصفه- وقال "إن تحركاتهم الحالية ستؤدي إلى ضرب الاستثمار والسياحة ، وانتشار الفوضى بعد قفزهم على الحكم في مصر".

واتهم استجواب برلماني، الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف بالسماح لجهاز مباحث أمن الدولة بالسيطرة على المساجد وقطاع الأئمة والدعاة ، وتعطيل رسالتهم السامية، في اتهام هو الأحدث من نوعه ضد الوزير الذي لم ينف في تصريحاته وجود علاقة للأمن بأمور المساجد.
وتساءل النائب محسن راضي في استجوابه: "كيف تصل الأمور إلى موافقة وزير الأوقاف على قيام مباحث أمن الدولة بالسيطرة على بيوت الله التي تعد أخطر وأكبر مؤسسة لها رسالتها التربوية والتثقيفية والتوعوية في مجال نشر تعاليم الإسلام وأحكامه وآدابه" ؟؟!!! . وقال: للأسف في الوقت الذي حرصت فيه وزارة الأوقاف على ضم المساجد والزوايا للإشراف عليها حتى وصل عددها حاليًا إلى 94 ألف و749 مسجدا وزاوية، إلا أن تدخل الأمن ، وإحكام سيطرته وقبضته على المساجد ، وتضييقه على الأئمة بتصرف من الوزير والوزارة قد أدى إلى ضعف رسالة المسجد ، والانحراف بها عن رسالتها التوعوية الصحيحة ، وهو ما أفقد الأئمة استقلاليتهم كعلماء ودعاة خير ومعروف، فضاعت هيبتهم وضعفت منزلتهم، حسب قوله.
أكد النائب أن الأمور وصلت في ظل سيطرة الأمن عن قيام جهاز مباحث أمن الدولة باستبعاد 800 داعية من أصل 3400 نجحوا في مسابقة الأئمة والدعاة، التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف في عام 2005 وتقدم لها أكثر من 18 ألف خريج بحجة الدواعي الأمنية.
وخرج علينا وزير الأوقاف بمشروع " الأذان الإلكتروني الموحد" في كل مساجد القاهرة بصوت واحد رخيم، وشغل به الدكتور الشيخ وسائل الإعلام، وأسماع الصغار والكبار، ولم يراع الشيخ أنه يتكلف 14 مليون جنيه من دم أبناء مصر "المخروسة" بالخاء لا الحاء.
وأنه سيضير بآلاف من الذين يرتزقون من وظيفة مؤذن.
ومن التعليلات المرزوقية لحماسته للمشروع أن فضيلته رأى بوابًا ـ أو ابن بواب ـ يؤذن في أحد المساجد(!!!).
وماذا في ذلك ـ يا شيخنا الدكتور ـ وأنت تعلم أن خير المؤذنين وأنداهم صوتًا هو بلال بن رباح الذي كان عبدًا لا بوابًا ولا ابن بواب ،
ونام المشروع الزقزوقي , أو انتحر بعد أن اصطدم بصخرة الواقع .
ولكن الشيخ الوزير أعلن من أيام ـ والفخر يملأ ثوبيه ـ أن الأذان الألكتروني في طريقه إلى التنفيذ خلال أيام قلائل .
أما آخر تجليات الوزير زقزوق الأنيق اللميع فقيامه بطبع 200 ألف نسخة من كتاب ـ وإن شئت فقل من إفراز أو قيء ـ سماه " النقاب عادة ، وليس عبادة " .
ونقل عنه أنه يقف في وجه النقاب لأن كثيرا من اللصوص والمخادعين يستترون في النقاب لارتكاب جرائمهم .
وما ذنب النقاب في ذلك ـ أيها الوزير الزقزوقي ـ ألا تعلم أن هناك بعض اللصوص والمخادعين يرتدون حلل ضباط الشرطة ، ويتخذون من ذلك وسيلة لسرقة الآخرين والنصب عليهم ، والاستيلاء على ما يملكون ، فهل يصدر الرئيس قرارا بإبطال زي الضباط حتى لا يستغل في الجرائم ؟ .
ياسيدي يا زقزوق كنت أتمنى أن يكون كتابك بعنوان " جريمة التعري في قنوات التلفاز المصري " .
حيث تظهر الممثلات وكثيرات من المذيعات بالزي الفاضح ، دون حياء . كنت أتمنى أن تقود حملة على هذه الإباحية المنكرة التى تفسد أخلاق الشباب مما يعف لساني عن ذكره .
ولكني أسوق إليك الخبر التالي الذي نقلته وكالات الأنباء عن دولة غير مسلمة هي الصين ، ونص الخبر: الصين تغلق 44 ألف موقع إباحي على الإنترنت.
أغلقت السلطات الصينية 44 ألف موقع إباحي على الانترنت وأوقفت 868 شخصا في إطار حملة على الإباحية.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية( شينخوا) عن اجتماع شارك فيه مسؤولون بوزارة الامن العام ، وقسم الدعاية فى الحزب الشيوعى الصيني أنه من المقرر أن تستمر هذه الحملة حتى أيلول المقبل ....
بكين ـ سانا : بتاريخ 23 - 1 - 2008= المصريون .
يا سيدي يا وزير الأوقاف ، ليس بيننا وبينك خصومة ، ولكنك تخاصم الحق والعدل ومنطق العقل ، وتخاصم قيمنا ومثلنا الموروثة التي صنعت الإنسان المسلم المتكامل الذي نشر النور والمعرفة في شتى أنحاء الأرض ابتداءا من عهد النبوة ، فلما طال علينا الأمد ، وتحكم فينا أناس غير جديرين بالحكم وقيادة المسيرة الإسلامية بدأت مراحل الهبوط والانحدار ، والتبعية والضياع . أتذكر ياسيدي يا زقزوق بيتا لبشار بن برد نصه :
أعمي يقود بصيرا لا أبا لكمو *** قد ضل من كانت العميان تهديه

وقبل ذلك هلا ذكرت ما جاء في الأثر الكريم : إذ «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة ؟ فأجاب : إذا وُسّــد الأمر غير أهله فانتظر الساعة ...
وقال كذلك : وإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة .»


ومما يؤسف له أن الأمة تدرك تماما أننا نعيش في عصر أهم ملامحه : تضييع الأمانة ، وتوسيد الأمر غير أهله ، والأعمى الذي يقود البصير .

أنار الله ـ ياوزيرنا يا زقزوق ـ بصرك وبصيرتك .
وأراك الحق حقا ، ورزقك اتباعه ، وأراك الباطل باطلا ، ورزقك اجتنابه .
[email protected]  

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢