قد عذّبَ الحبُّ هذا القلب ما صلُحـا ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قد عذّبَ الحبُّ هذا القلب ما صلُحـا ، | فلا تَعُدّنّ ذنْباً أن يُقالَ صَحا |
أبقيْتَ فيّ لتَقْوَى الله باقية ً ، | و لم أكنْ كحريصٍ لم يدعْ مَـرَحـا |
وحاجة ٍ لم تكن كالحاجِ واحدة ً | كلّفْتُها العزْمَ ، والعَيرَانة َ السُّرُحـا |
يكونُ جَهْدَ المطايا عفْوَ سيرتِها | إذا نَسائِجُها كانت لها وُشُحا |
نَرْمي به كلَّ ليلٍ كان كَلْكَلُه | مثلَ الفَلاة ِ ، إذا ما فوْقها جنَحـا |
حتّى تبَيَّنَ في أثناءِ نُقْبَتِهِ | وِرْدَ السَّرَاة ِ ترى في لونه مِلَحا |
و هنَّ يَلْحَقْنَ بالمَعْزَاءِ مُجْمِرَة ً | خُشْمَ الأنوفِ نَرى في خطْوِها رَوَحـا |
يطءلبْنَ بالقوْمِ حاجاتٍ نضَمّنَها | بدْرٌ بكلّ لسانٍ يلبسُ المِدَحا |
كأنّ فَيضَ يديه ، قبلَ تَسألُـهُ ن | بابُ السماءِ، إذا ما بالحيا انْفتحا |
لقد نَزَلْنا أبا العبّاسِ منزِلَة ً | ما إن تَرَى خَلفَها الأبصارُ مُطّرَحــــا |
وكَلْتَ بالدّهرِ عيْناً غيرَ غافِلَة ٍ، | من جُودِ كفّكَ تأسو كلّما جُرِحـا |
أنتَ الذي تأخذُ الأيدي يحجزتِه ، | إذا الزّمانُ على أولادهِ كلَحـَا |
كما الرّبيعُ كفى أيامَ نكْبَتِهِمْ | صَدْعَ الأمورِ، وأدْنَى وُدَّ من نَزَحا |
تئِطّ دونَ الرّجالِ الأقربينَ به، | قُرْبَى رؤومٌ، وجيْبٌ طالما نَصَحا |
كان الموادعُ شأوَ الفضْلِ مستتراً، | حتى إذا رامَ تلك الخطّة َ افتضَحا |
من للجِذَاعِ، إذا الميدانُ ماطلها، | بشأوٍ مطّلَعِ الغاياتِ قد قَرِحَـا |
مَن لا يُصَعْضِعُ منهُ البؤسُ أنمُلَة ً ، | ولا يُصَعّدُ أطرافَ الرُّبَى فرَحا |