هلا سألت بجو ثهمد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هَلاّ سألتَ، بجَوّ ثَهْمَدْ، | طَلَلاً لِمَيّةَ قَدْ تَأبّدَا |
دَرَسَتْ عِهَادُ الغَيْثِ مِنْـ | ـهُ، فحالَ عمّا كنتَ تَعهَدْ |
وَلقَدْ يُساعَفُ ذا الهَوَى | بأوَانِسٍ كالوَحشِ، خُرَّدْ |
يُلْقينَ أشْجَانَ الصّبَا | بةِ في قلوبِ ذوي التّجَلّدْ |
مِنْ كُلّ أهْيفَ مُرْهَفٍ، | أوْ أجْيَدِ اللَّبَتَينِ أغْيدْ |
غُصْنٌ يَشُفّكَ إنْ تَعَطّـ | ـفَ للتّثَنّي، أوْ تَأوّدْ |
بتَصَرّفِ الطَّرْفِ العَلِيـ | ـلِ وَحُمرَةِ الخَدّ المُوَرَّدْ |
قَدْ قُلْتُ للرّكْبِ العُفَا | ةِ يَجورُ هاديهِمْ، وَيَقصِدْ |
مَا للمَحَامِدِ مُبْتَغٍ، | إلاّ الأغَرُّ أبُو مُحَمْدْ |
وإذا المَحاسِنُ أعرَضَتْ، | فنِظامُها الحسنُ بنُ مَخلَدْ |
ما شِئتَ مِنْ طَوْلٍ وَإحْسا | نٍ وَمِنْ كَرَمٍ وَسُؤدَدْ |
ذاكَ المُرَجّى وَالمُؤمَّلُ | وَالمُبَجَّلُ وَالمُحَسَّدْ |
وَأخو التّكَرْمِ والتّفَضّلِ | وَالتّحَلّمِ وَالتحمّدْ |
مَنْ لا يُعَاتَبُ في الوَفَا | ءِ، ولا يلاَمّ، وعلا يُفَنَّدْ |
نَصَحَ الخَلائِفَ جَامِعاً | لقَرَائَنِ الشّمْلِ المُبَدَّدْ |
وَأقَامَ مِنْ صَعَرِ الأُمُو | رِ وَقدْ أبَتْ إلاّ التّأوّدْ |
بأصَالَةِ الرّأيِ الزّنيـ | ـقِ، وَصِحّةِ العَزْمِ المُجرَّدْ |
فلِكُلّ أمْرٍ حَادِثٍ | ضَرْبٌ مِنَ التّدبيرِ أوْحَدْ |
لا يُعْمِلُ القَوْلَ المُكَرَّرَ | فيهِ وَالرأيَ المُرَدَّدْ |
ظَنٌّ يُصِيبُ بهِ الغُيُوبَ | إذا تَوَخّى، أوْ تَعَمّدْ |
مِثْلُ الحُسامِ، إذا تَألّقَ، | وَالشّهابِ، إذا تَوَقّدْ |
وَليَ السّيَاسَةَ وَاسِطاً | بَينَ التّسَهّلِ وَالتّشَدّدْ |
كالسّيفِ يَقطَعُ وَهْوَ مَسْـ | ـلُولٌ، وَيُرْهِبُ وَهوَ مُغمَدْ |
تَمَّتْ لَكَ النُّعْمَى وَدَا | مَ لكَ التَّعَلّي والتَّزَيُّدْ |
فَلأنْتَ أصْدَقُ مِنْ شَآ | بيبِ الغَمامِ نَدًى، وَأجوَدْ |
تَعقيدُ أحْمَدَ ضَرّني، | وَإذا أمْرتَ أطاعَ أحمَدْ |
لا أُحْرَمَنْ تَعجيلَ مَا | قَدّمتَ من رأيٍ، ومَوْعِدْ |