أرشيف الشعر العربي

دع دموعي في ذلك الإشتياق

دع دموعي في ذلك الإشتياق

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
دَعْ دُمُوعي في ذَلِكَ الإشْتِياقِ تَتَنَاجَى بِفِعْلِ يَوْمِ الفِرَاقِ
فعَسَى الدّمْعُ أنْ يُسَكِّنَ بالسّكْـ ـبِ غَليلاً مِنْ هَائِمٍ مُشْتَاقِ
إنّ رَيّا لمْ تَسْقِ رَيّاً مِنَ الوَصْـ ـلِ، وَلمْ تَدْرِ ما جَوَى العُشّاقِ
بَعَثَتْ طَيْفَهَا إليّ، وَدُوني وَخْدُ شَهْرَينِ للمَهارِي العِتَاقِ
زَارَ وَهْناً مِنَ الشّآمِ، فَحَيّا مُسْتَهَاماً صَبَا بأعْلَى العِرَاقِ
فَقَضَى ما قَضَى، وَعَادَ إلَيْهَا، وَالدّجَى في ثِيَابِهِ الأخْلاقِ
قَدْ أخَذْنَا مِنَ التَّلاقي بِحَظٍّ، وَالتّلاقي في النّوْمِ عَدْلُ التّلاقي
يَا أبَا نَهْشَلٍ وَلا زَلتَ يَسْـ ـقيكَ على حالَةٍ مِنَ الغَيثِ ساقِ
لَوْ تَرى لوْعَتي ، وَحُزْني،، وَوَجدي وَغَليلي، وَحُرْقَتي، وَاشتِياقي
وَالتِفَاتي إلَيكَ مِنْ جَبَلِ القَا طولِ وَالدّمعُ ساكبٌ ذو انْدِفاقِ
لَتَيَقّنْتَ أنّني صَادِقُ الوِدّ وَفيٌّ بالعَهْدِ وَالمِيثَاقِ
وَبِنَفْسِي وَأُسرَتي حُسْنَ ذاكَ الْـ ـأدَبِ الأرْيَحيّ، وَالأخْلاقِ
وَالنّدَى الصّامِتيَّ وَالمَلِكَ الأبْـ ـلَخَ في أُخْرَياتِ ذاكَ الرُّوَاقِ
دائِمُ الإنْفِرَادِ بالرّأيِ في الخَلْوةِ لا يَتّقي اللّيَالي بِوَاقِ
تَتَفادَى الخُطُوبُ، إنْ وَاجهتَهُ، حينَ يُغْرَى بالفِكْرِ وَالإطْرَاقِ
صَامتيٌّ، يَغْدُو فتَغدو بيُمْنَا هُ طَرِيقَ الآجَالِ وَالأرْزَاقِ
بِوَعيدٍ وَمَوْعِدٍ كانْسِكَابِ الـ ـغَيْثِ بَينَ الإرْعادِ وَالإبْرَاقِ
وَمَعَالٍ أصَارَهَا لاجْتِماعٍ، شَمْلُ مَالٍ أصَارَهُ لافْتِرَاقِ
وَعَطَايَا تأَْتَى رِفَاقاً، فَيَصْدُرْ نَ رِفَاقَ العافِينَ بَعدَ الرّفاقِ
مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ بِعارِضِ جُودٍ، بَاسِطٌ ظِلّهُ عَلى الآفَاقِ
وَبِعَزْمٍ لَوْ دافَعَ الفَجْرَ ما أقْـ ـبَلَ وَجْهٌ للشّرْقِ في إشْرَاقِ
وَجَلالٍ، لَوْ كانَ للقَمَرِ البَدْ ـرِ لَمَا جازَ فيهِ حُكْمُ المِحَاقِ
يَصْدُرُ الجُودُ عَن عَطاءٍ جَزِيلٍ منهُ، وَالبأسُ عَنْ دَمٍ مُهْرَاقِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (البحتري) .

ليت تلهفت عليه وما

كلانا مظهر للناس بغضا

صيرتني غاية العشاق كلهم

فداؤك نفسي دون رهطي ومعشري

غلس الشيب أو تعجل ورده


مشكاة أسفل ٢