أشرق أم أغرب يا سعيد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُشَرّقُ أمْ أُغَرّبُ يا سَعيدُ، | وَأُنْقِصُ مِنْ زَماعي، أمْ أزِيدُ |
عدَتني، عن نَصِيبينَ، العَوَادي، | فنجحي أبْلَهٌ فيهَا، بَليدُ |
أرَى الحِرْمَانَ أبْعَدُهُ قَرِيبٌ | بهَا، وَالنُّجْحَ أقْرَبُهُ بَعِيدُ |
تَقَاذَفُ بي بِلادٌ عَنْ بِلادي، | كَأنّي بَيْنَهَا خبر شَرُودُ |
وَبالسّاجورِ، من ثُعَلِ بنِ عَمروٍ، | صَنَاديدٌ مِنَ الفِتْيَانِ صِيدُ |
إذا سَجَعَ الحَمامُ هُناكَ قالوا، | لفَرْطِ الشّوْقِ، أينَ ثوَى الوَليدُ |
وَأينَ يَكونُ مُرتهن بِدَهْرٍ، | شَرِيدٌ في حَوَادِثِهِ، طَرِيدُ |
وَخَلّفَني الزّمَانُ عَلى أُنَاسٍ، | وُجُوهُهُمُ وَأيْديهِمْ حَدِيدُ |
لَهُمْ حُلَلٌ حَسُنّ، فهُنّ بِيضٌ، | وَأفعال سَمُجنَ، فهُنّ سُودُ |
وَأخْلاقُ البِغالِ، فكُلَّ يَوْمٍ | يَعِنُّ لبَعضِهِمْ خُلُقٌ جَدِيدُ |
وَأكثرُ مَا لسائِلِهِمْ لَدَيْهِمْ، | إذا ما جَاءَ، قَوْلُهُم: تَعُودُ |
وَوَعدٌ ليسَ يُعرَفُ من عبوسِ انْـ | ـقِباضِهِمِ، أوَعْدٌ أمْ وَعِيدُ |
أُنَاسٌ، لَوْ تَأمّلَهُمْ لَبيدٌ، | بكَى الخَلَفَ الذي يشكو لَبيدُ |
ألا لَيتَ المَقادِرَ لمْ تُقَدِّرْ، | وَلمْ تكُنِ الأحاظي وَالجُدُودُ |
فأنْظُرَ أيُّنَا يُضْحي، وَيُمْسِي | لَهُ هَذي المَوَاكبُ، وَالعَبيدُ |
فَلَوْ كانَ الغِنَى حَظّاً كَرِيماً، | لأخْطأهُ النّصَارَى وَاليَهُودُ |
وَلَكِنّ الزّمَانَ زَمانُ سُوءٍ، | سِجالُ الأمْرِ يَفعَلُ ما يُرِيدُ |
فأسْعَدُهُ عَلى قَوْمٍ نُحُوسُ، | وَأنْحَسُهُ عَلى قَومٍ سُعُودُ |