أرشيف المقالات

احذروا المهلكات

مدة قراءة المادة : 33 دقائق .
احذروا المهلكات


اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض، وما بينهما، وملء ما شئت من شيءٍ بعد، أهلَ الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيتَ، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ (صاحب المال) منك الجَدُّ، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، الذي أرسله ربه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، أما بعد:
فهناك بعض الأمور التي قد تكون سببًا في إهلاك المسلم إذا استمر عليها بلا توبة، وسوف نذكر بعضًا منها، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
أولًا: السخريَّة والاستهزاء بالناس:
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].
 
♦ قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: ينهى تعالى عن السخريَّة بالناس، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الكِبْر بطَرُ الحق، وغَمْط الناس))، والمراد من ذلك: احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام؛ فإنه قد يكون المحتقَرُ أعظمَ قدرًا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقِر له؛ (تفسير ابن كثير - جـ 7 - صـ 376).
 
وقال سبحانه: ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 55، 56].
 
وقال الله جل شأنه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ﴾ [المطففين: 29 - 32].
وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الأنبياء: 41].
 
الرسول يحذرنا من السخريَّة بالناس:
روى البخاريُّ عن المعرور بن سويدٍ، قال: لقيت أبا ذر بالرَّبَذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة، فسألتُه عن ذلك، فقال: إني سابَبْتُ رجلًا فعيَّرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر، أعيرتَه بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانُكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليُلبِسْه مما يلبَس، ولا تكلِّفوهم ما يغلِبهم، فإن كلفتموهم فأعِينوهم))؛ (البخاري - حديث 30).
 
ثانيًا: إفشاء الأسرار:
يقولُ الله تعالى في النهي عن إفشاء الأسرار: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27].
 
وقال سبحانه: ﴿ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [النساء: 106، 107].
 
روى مسلمٌ عن ثابت البُناني، عن أنسٍ رضي الله عنه، قال: أتى عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، قال: فسلَّم علينا، فبعثني إلى حاجةٍ فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجةٍ، قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تحدثَنَّ بسرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا، قال أنس: والله لو حدثتُ به أحدًا لحدثتك يا ثابت؛ (مسلم حديث 2482).
 
روى البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال عمرُ: ...
فلقيني أبو بكرٍ فقال: لعلك وجدتَ عليَّ حين عرضتَ عليَّ حفصة فلم أرجع إليك شيئًا، قال عمر: قلت: نعم، قال أبو بكرٍ: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضتَ عليَّ إلا أني كنت علمتُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبلتها؛ (البخاري حديث 4005).
 
روى مسلم عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مِن أشرِّ الناس عند الله منزلةً يوم القيامة الرجلُ يُفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها))؛ (مسلم حديث 1437).
 
قال سفيان الثوري - رحمه الله -: (إذا أردت أن تؤاخيَ رجلًا فأغضبه، ثم دُسَّ إليه من يسأله عنك وعن أسرارك، فإن قال خيرًا وكتم سرك فاصحَبْه)؛ (قوت القلوب - أبو طالب المكي - جـ 2 - صـ 378).
 
ثالثًا: المن بالعطاء:
معنى المن:
المنُّ: (ذِكر النعمة على معنى التعديد لها والتقريع بها، مثل أن يقول: قد أحسنت إليك، وقيل: المن: التحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المعطَى فيؤذيه، والمن من الكبائر)؛ (تفسير القرطبي - جـ 3 - صـ 308).
 
يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264].
 
وقال تعالى: ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الحجرات: 17].
وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر: 6].
 
قال القرطبي - رحمه الله -: المنُّ غالبًا يقع من البخيل والمعجَب؛ فالبخيل تعظم في نفسه العطية وإن كانت حقيرة في نفسها، والمعجَب يحمله العُجب على النظر لنفسه بعين العظمة، وأنه منعم بماله على المعطَى، وإن كان أفضل منه في نفس الأمر، وموجب ذلك كله الجهل، ونسيان نعمة الله فيما أنعم به عليه، ولو نظر مصيره لعلم أن المنة للآخذ؛ لِما يترتب له من الفوائد؛ (فتح الباري - لابن حجر العسقلاني - جـ 3 - صـ 350).
 
الرسول صلى الله عليه وسلم يحذرنا من المن بالعطاء:
روى مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنَّانُ الذي لا يعطي شيئًا إلا مَنَّه، والمُنفِّقُ سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره))؛ (مسلم حديث 106).
 
روى النسائي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاقُّ لوالديه، والمرأة المترجِّلة، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاقُّ لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى))؛ (حديث صحيح) (صحيح النسائي للألباني حديث 2402).
 
رابعًا: السب واللعن:
السب: الشَّتم والتكلم في عرض الإنسان بما يَعيبه؛ (مسلم بشرح النووي - جـ 2 - صـ 53).
اللعن: الطرد مِن رحمة الله تعالى.
يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].
 
(1) روى الشيخانِ عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سِبابُ المسلم فسوق، وقتاله كفر))؛ (البخاري حديث 48 / مسلم حديث 116).
قوله: (فسوق)؛ لأن شَتْمَه بغير حق حرامٌ.
 
قوله: (وقتاله كفر)؛ أي: محاربتُه بالباطل كفر، بمعنى: كفران النعمة والإحسان في أخوَّة الإسلام، أو أراد به التغليظَ والتهديد، والتشديد في الوعيد؛ (مرقاة المفاتيح - علي القاري - جـ 7 - صـ 3026).
 
(2) روى البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يرمي رجلٌ رجلًا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبُه كذلك))؛ (البخاري حديث 6045).
 
♦ قال الإمام ابن حجر العسقلاني - رحمه الله -:
هذا الحديث يقتضي أن مَن قال لآخرَ: أنت فاسق أو قال له: أنت كافر، فإن كان ليس كما قال، كان هو المستحقَّ للوصف المذكور، وأنه إذا كان كما قال لم يرجع عليه شيءٌ؛ لكونه صدَق فيما قال؛ (فتح الباري - لابن حجر العسقلاني - جـ 10 - صـ 466).
 
(3) روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما المفلس؟))، قالوا: المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، فقال: ((إن المفلس مِن أمتي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفَك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار))؛ (مسلم - جـ 4 - كتاب البر - حديث 59).
 
التحذير من لعن شيء معين:
لا يجوز للمسلم أن يلعن شيئًا معينًا.
(1) روى الشيخان عن ثابت بن الضحاك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن لعن مؤمنًا فهو كقتله))؛ (البخاري حديث: 6047/ مسلم حديث: 110).
 
(2) روى مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن اللَّعَّانين لا يكونون شهداءَ ولا شفعاءَ يوم القيامة))؛ (مسلم جـ 4 - كتاب البر - حديث 85).
 
(3) روى مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا ينبغي لصِّدِّيقٍ أن يكون لعانًا))؛ (مسلم حديث: 2597).
 
(4) روى مسلم عن عِمران بن حصينٍ رضي الله عنه، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأةٌ من الأنصار على ناقةٍ فضجِرت فلعنَتْها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((خذوا ما عليها ودعوها؛ فإنها ملعونة))، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرِضُ لها أحد؛ (مسلم - كتاب البر - حديث 80).
 
(5) روى الترمذي عن سمُرةَ بن جندبٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني - حديث 1609).
 
(6) روى الترمذي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمنُ بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان، ولا الفاحشِ ولا البذيءِ))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 1610).
 
(7) روى الترمذي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أن رجلًا لعَن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا تلعَنِ الريح؛ فإنها مأمورة، وإنه مَن لعن شيئًا ليس له بأهلٍ رجعَتِ اللعنةُ عليه))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني - حديث 1611).
 
لعن الآباء:
روى البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مِن أكبر الكبائر أن يلعن الرجلُ والديه))، قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجلُ والديه؟ قال: ((يسُبُّ الرجلُ أبَا الرجلِ، فيسُبُّ أباه ويسبُّ أمَّه))؛ (البخاري حديث 6047).
 
خامسًا: كلام الإنسان فيما لا يَعنيه:
رأس مال العبد المسلم هو وقته، فإذا صرفه فيما لا فائدة فيه كان حسرةً عليه يوم القيامة؛ قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 114].
 
روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مِن حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يَعنيه))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني - حديث 1886).
 
قوله: (مِن حُسن إسلام المرء)؛ أي: مِن جملة محاسن إسلام الشخص وكمالِ إيمانه.
قوله: (تركُه ما لا يَعنيه)؛ أي: ما لا يُهمُّه، ولا يليق به قولًا وفعلًا؛ (مرقاة المفاتيح - علي القاري - جـ 7 - صـ 3040).
 
(1) قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تعرِضْ لما لا يَعنيك، واعتزل عدوك، واحذَرْ صديقَك من القوم إلا الأمينَ، ولا أمين إلا مَن خشِيَ الله تعالى، ولا تصحَبِ الفاجر لتعلم مِن فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشِرْ في أمرك الذين يخشَوْن الله)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 97 - رقم: 120).
 
(2) قال عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه: (أنذرتُكم فضول الكلام، بحَسْبِ أحدكم ما بلغ حاجتَه)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 80 - رقم: 77).
 
(3) قال مجاهد بن جبرٍ - رحمه الله -: (إن الكلامَ لَيكتبُ، حتى إن الرجل ليُسَكِّتُ ابنَه: أبتاعُ لك كذا وكذا، وأفعل كذا وكذا، فيُكتَب كُذَيْبَةً)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 83 - رقم: 82).
 
(4) قال الحسَن البصري - رحمه الله -: (يا بنَ آدم، بُسطت لك صحيفة، ووُكل بك ملَكانِ كريمان يكتبان عملك، فأملِ ما شئتَ، فأكثِرْ أو أقِلَّ)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 84 - رقم: 85).
 
(5) قال إبراهيم التيمي - رحمه الله -: (المؤمنُ إذا أراد أن يتكلم نظَر، فإن كان كلامُه له تكلَّم، وإن كان عليه أمسَك عنه، والفاجرُ إنما لسانه رَسْلًا رَسْلًا)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 85 - رقم: 88).
 
(6) قال الفُضَيل بن عِياضٍ - رحمه الله -: (مَن عد كلامَه من عمله، قلَّ كلامُه فيما لا يَعنيه)؛ (الأذكار - للنووي - صـ 418).
 
(7) قال الشافعي - رحمه الله -: (تركُ ما لا يَعنيك يُنوِّرُ القلبَ)؛ (سير أعلام النبلاء - للذهبي - جـ 10 - صـ 98).
 
(8) قال الشافعي - رحمه الله - لصاحبه الربيعِ بن سليمان: (يا ربيعُ، لا تتكلم فيما لا يَعنيك؛ فإنك إذا تكلمتَ بالكلمة ملَكَتْك ولم تملِكْها)؛ (الأذكار - للنووي - صـ 418).
 
(9) قال يَزيدُ بن أبي حبيبٍ - رحمه الله -: (مِن فتنة العالم أن يكون الكلامُ أحبَّ إليه من الاستماع، وإن وجد مَن يكفيه، فإن في الاستماع سلامةً، وزيادةً في العلم، والمستمع شريكُ المتكلم في الكلام، إلا مَن عصم الله)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 88 - رقم: 98).
 
سادسًا: الخوض في الباطل:
هو الكلام في المعاصي؛ كالحديث عن النساء، ومجالس الخمر، ومجالس الفِسق واللهو، وأكثر الناس يقضون أوقاتهم في الحديث عن الباطل.
 
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبدَ ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجاتٍ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخَط الله لا يُلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم))؛ (البخاري حديث 6478).
 
قال سَلْمان الفارسي رضي الله عنه: (أكثرُ الناس ذنوبًا يوم القيامة أكثرُهم كلامًا في معصية الله)؛ (الزهد - وكيع بن الجراح - صـ 546 - رقم: 283).
 
قال الغزالي - رحمه الله -: يدخُلُ في الخوض في الباطل الخوضُ في حكاية البدَع والمذاهب الفاسدة، وحكاية ما جرى من قتال الصحابة على وجه يوهم الطعنَ في بعضهم)؛ (إحياء علوم الدين - للغزالي - جـ 3 - صـ 185).
 
سابعًا: القَذْف بالفاحشة:
قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 4، 5].
 
وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 23، 24].
 
روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنبوا السبعَ المُوبِقات))، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: ((الشركُ بالله، والسِّحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولِّي يوم الزحف، وقَذْفُ المحصنات المؤمنات الغافلات))؛ (البخاري حديث 2766 / مسلم حديث 89).
 
ثامنًا: المبالغة في المدح:
روى الشيخانِ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا يُثْني على رجلٍ ويُطْريه في مدحه، فقال: ((أهلكتم أو قطعتم ظَهْرَ الرجل))؛ (البخاري حديث 2663 / مسلم حديث 3001).
 
الإطراء: هو المبالغة في مدح الشخص بزيادة على ما فيه؛ (فتح الباري - لابن حجر العسقلاني - جـ 5 - صـ 366).
إن المبالغةَ في المدح مَنْهِيٌّ عنها؛ لأن المدح يدخُلُه ستُّ آفات؛ أربع في المادح، واثنتان في الممدوح.
 
آفات المدح بالنسبة للمادح:
(1) قد يُفرِط في المدح فينتهي به إلى الكذب والعياذ بالله، وهو كبيرة من الكبائر التي نهانا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال خالد بن مَعْدانَ - رحمه الله -: (مَن مدح إمامًا أو أحدًا بما ليس فيه على رؤوس الأشهاد، بعثه الله يوم القيامة يتعثَّر بلسانه)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 273 - رقم: 599).
 
(2) قد يدخُلُ الرياءُ إلى المادح؛ فإنه بالمدح يظهرُ الحب بالممدوح، وقد يكون ذلك خلافَ ما يوجد في قلبه، فيكون بذلك منافقًا.
 
(3) قد يقول ما لم يتحقَّق منه، ولا سبيل له للاطِّلاع عليه.
 
(4) أنه قد يفرح الممدوحُ وهو ظالم أو فاسق، وذلك غير جائز.
قال الحسَن البَصري - رحمه الله -: (مَن دعا لظالمٍ بطول البقاء، فقد أحبَّ أن يُعصَى اللهُ في الأرض)؛ (إحياء علوم الدين جـ 3 صـ 249).
 
آفات المدح بالنسبة للممدوح:
(1) المدح قد يُحدِث للممدوح كِبْرًا وإعجابًا، وهما مهلكان.
قال الحسن البصري - رحمه الله -: كان عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه قاعدًا ومعه الدرة، والناس حوله، إذ أقبل الجارود، فقال رجل: هذا سيدُ ربيعةَ، فسمعه عمر رضي الله عنه ومن حوله، وسمعها الجارود، فلما دنا منه خفقه بالدرة، فقال: ما لي ولك يا أمير المؤمنين؟ فقال: (ما لي ولك، أما لقد سمعتها)، قال: سمعتها، قال: (خشيتُ أن يخالط قلبَك منها شيءٌ، فأحببت أن أطأطئ منك)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 273 - رقم: 601).
 
(2) إذا أُثْنِيَ على الممدوح ربما يُصيبه شيءٌ من الكسل ويقلُّ نشاطه عن العمل، والإنسان ينشط للعمل إذا شعر بالقصور، فإذا سمع ثناء الناس المبالغ فيه، ظن أنه قد وصل إلى الذرة في عمله، فيرضى عن نفسه ويقلُّ نشاطه تبعًا لذلك.
 
ولو خلا المدح من هذه الآفات في حق المادح والممدوح لم يكن به بأسٌ، بل ربما يكون مندوبًا إليه؛ ولذلك أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض أصحابه؛ كأبي بكر الصِّدِّيق، وعمرَ بن الخطاب؛ (إحياء علوم الدين جـ 3 صـ 251).
 
♦ سمع عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه رجلًا يُثْني على رجلٍ، فقال: (أسافرتَ معه؟)، قال: لا، قال: ((أخالَطْتَه؟)، قال: لا، قال: (والله الذي لا إله غيرُه ما تعرِفه)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 274ـ رقم: 603).
 
الطريقة الشرعية للمدح:
روى الشيخانِ عن أبي بَكْرةَ رضي الله عنه، قال: أثنى رجل على رجلٍ عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ويلكَ! قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك)) مرارًا، ثم قال: ((مَن كان منكم مادحًا أخاه لا محالة، فليقل: أحسَب فلانًا والله حسيبُه، ولا أزكي على الله أحدًا، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه))؛ (البخاري حديث 2662 / مسلم حديث 3000).
 
ماذا يقول المسلم عندما يمدحه آخرُ؟
قال الأصمعيُّ: (كان أبو بكرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه إذا مدحه أحد قال: اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يحسَبون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخِذْني بما يقولون)؛ (أدب الدنيا والدين - للماوردي - صـ 420).
 
تاسعًا: المِراء والجدال بالباطل:
المِراء: طعنُك في كلام الغير لإظهار خللٍ فيه، بغرضِ تحقير قائله وإظهار مرتبتِك عليه.
الجدال: هو ما يتعلق بإظهار المذاهبِ وتقريرها.
المِراء والجدال مِن شهوات النفس الباطنة، وهما صفتانِ مذمومتان مُهلكتان للعبد في الدنيا والآخرة؛ (إحياء علوم الدين للغزالي - جـ 3 - صـ 118).
 
روى أبو داودَ عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان محقًّا، وببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنة لمن حسُن خُلقه))؛ (حديث حسن) (صحيح أبي داود للألباني حديث 4015).
 
أنواع الجدال:
الجدال نوعانِ:
النوع الأول: الجدال المحمود الممدوح:
وهو كلُّ جدال أيَّد الحقَّ، أو أوصل إليه، بنيَّةٍ صالحة خالصة، وطريق صحيح.
 
قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].
وقوله: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]؛ أي: مَن احتاج منهم إلى مناظرةٍ وجدالٍ، فليكُنْ بالوجه الحسَن؛ برفقٍ ولينٍ وحُسن خطابٍ؛ (تفسير ابن كثير - جـ 4 - صـ 613).
وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾ [العنكبوت: 46].
 
المجادلةُ بالتي هي أحسن هي التي تكونُ عن علمٍ، وبصيرة، وبحُسن خُلق، ولُطف، ورفق، ولِين، وحسن خطاب، ودعوة إلى الحق، ورد الباطل، وبيان قُبحه، وألا يكونَ القصدُ منها مجرد المغالبة وحب العلو، بل يكون القصد بيان الحق وهداية الخَلْق.
 
النوع الثاني: الجدال المذموم:
وهو كلُّ جدال يؤيد الباطلَ، أو يوصل إليه، أو كان بغير علم وبصيرةٍ، وهذا النوع هو مِن أعظم آفات اللسان.
قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الحج: 3، 4].
 
قال سبحانه: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الحج: 8، 9].
 
قال جل شأنه: ﴿ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ﴾ [الكهف: 56]؛ (آفات اللسان - سعيد القحطاني - صـ 66: 65).
 
أقوال السلف في المِراء والجدال:
(1) قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: (لا يُتعلَّم العلمُ لثلاثٍ، ولا يُترَك لثلاثٍ: لا يُتعلَّم ليمارى به، ولا يباهى به، ولا يراءى به، ولا يُترَك حياءً من طلبه، ولا زهادةً فيه، ولا رضًا بالجهل منه)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 101ـ رقم: 131).
 
(2) قال أبو الدرداءِ رضي الله عنه: (كفى بك إثمًا ألا تزالَ مُمَاريًا)؛ (سنن الدارمي - جـ 1 - صـ 336 - رقم: 301).
 
(3) قال لقمانُ - رحمه الله - لابنه: (لا تجادل العلماءَ فتهونَ عليهم ويرفضوك)؛ (جامع بيان العلم - لابن عبدالبر - جـ 1 - صـ 441 - رقم: 682).
 
(4) قال بلالُ بن سعدٍ - رحمه الله -: (إذا رأيتَ الرجلَ لَجوجًا مماريًا معجَبًا برأيه، فقد تمَّتْ خَسارتُه)؛ (حلية الأولياء - لأبي نعيم الأصبهاني - جـ 5 - صـ 228).
 
(5) قال مالك بن أنس - رحمه الله -: (المِراء يُقسِّي القلب، ويورث الضِّغْنَ)؛ (جامع بيان العلم - لابن عبدالبر - جـ 1 - صـ 538 - رقم: 887).
 
(6) قال عبدالرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله -: (لا أُماري صاحبي، فإما أن أكذبَه، وإما أن أُغضِبَه)؛ (الصمت - لابن أبي الدنيا - صـ 99 - رقم: 124).
 
عاشرًا: التكلُّف في الكلام:
قال الإمام الغزالي - رحمه الله -: التشدُّق في الكلام مِن آفات اللسان، ويدخُلُ فيه كل سجع متكلَّف، وكذلك التفاصح الخارج عن حد العادة، وكذلك التكلف بالسجع في المحاورات، ولا يدخل في هذه تحسينُ ألفاظ الخطابة، والتذكير من غير إفراد وإغراب؛ فإن المقصودَ منها تحريك القلوب، وتشويقها وقبضها وبسطها؛ فلرشاقةِ اللفظ تأثيرٌ فيه، فهو لائق به، فأما المحاورات التي تجري لقضاء الحاجات فلا يليق بها السجع والتشدُّق والاشتغال به من التكلف المذموم، ولا باعث عليه إلا الرياء، وإظهار الفصاحة، والتميز بالبراعة، وكل ذلك مذموم يكرَهُه الشرع ويزجُرُ عنه؛ (إحياء علوم الدين - للغزالي - جـ 3 - صـ 120).
 
روى الترمذي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن مِن أحبِّكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنَكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثَّرثارون والمتشدِّقون والمتفيهقون))، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا "الثرثارون والمتشدقون" فما المتفيهقون؟ قال: ((المُتكبِّرون))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني - حديث 1642).
 
أسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم.
 
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.
وصلَّى الله وسلَّم على سيدنا محمدٍ، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

شارك الخبر

المرئيات-١