وتقول طَوْراً: ذا فتى ً غَزِلٌ مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وتقول طَوْراً: ذا فتى ً غَزِلٌ مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ | لا شيءَ يرقبُهُ سوى العطبِ |
من حبّ شاطرة ٍ رمَتْ غَرَضاً | قلبي ، فمن ذا قالَ لم تصبِ ؟! |
البدْرُ أشْبَهُ ما رأيتُ بها | حين استوى ، وبدا من الحجُبِ |
وابْنُ الرّشا لم يُخْطِها شَبَهاً | بالجِيد والعيْنينِ واللَّبَبِ |
و إذا تسربلَ غيرَها ، اشتملتْ | ورْدُ الحواشي، مُسبَلَ الذنبِ |
فتقولُ طوْراً : ذا فتى ً هتفتْ | نفسُ النّصيحِ به ، فلم يُجبِ |
وُدٌّ لعصبة ِ ريبة ٍ ، مُجُنٍ ، | أعدى لمن عادَوْا من الجربِ |
شُنعِ الأسامي، مُسبِلي أُزُرٍ، | حُمْرٍ تمسُّ الأرضَ بالهدُبِ |
متَعطّفينَ على خناجرهمْ ، | سُلُبٍ لشُرْبِهِمْ من القِرَبِ |
و إذا همُ لحديثهمْ جلسوا ، | عطفوا أكُفَّهمُ على الرّكبِ |
و تقول طوْراً : ذا فتى ً غَزِلٌ | بادي الدّماثَة ِ، كاملُ الأدبِ |
صَبٌّ إلى حَوْراءَ يمنعهُ | منها الحيا ، وصيانة ُ الحسبِ |
فكلاهما صَبٌّ بصاحبهِ | لو يستطيعُ لطار من طربِ |
فتواعد يوماً ، وشأنهما | ألاّ يشُوبا الوعْدَ بالكَذِبِ |
فغدتْ كواسطَة ِ الرّياضِ إلى | موعُودة ٍ تمْشي على رُقُبِ |
و غدا مُطَرَّقة ً أناملهُ | حلوَ الشّمائلِ، فاخِر السّلُبِ |
منْ لم يُصِبْ في الناس يوْمئذٍ | من ريحه إذ مرَّ لم يَطِبِ |
لا، بل لها خُلُقٌ مُنِيتُ به، | ومَلاحَة ٌ عَجَبٌ من العَجَبِ |
فالمُستعانُ الله في طلبي | منْ لستُ أدرِكُهُ عن الطّلَبِ |
ما لامني الإنسانُ أعشقهُ | حتى يعَيِّرَهُ المعيِّرُ بي |