طرَحتمْ منَ التّرْحالِ ذِكْراً، فغَمّنا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طرَحتمْ منَ التّرْحالِ ذِكْراً، فغَمّنا، | فلوْ قد شَخَصْتمْ صَبّحَ الموْتُ بَعضَنا |
زَعمْتُمْ بأنّ البَيْنَ يُـحْزِنُكُمْ ، نعَـمْ ! | سَـيُـحْـزِنُكُـمْ عِـلْـمي ، ولا مثْلَ حُزْنِـنـا |
تَـعالوا نُـقارِعْكُـمْ لِنَـعْـلَمَ أيُّنـا | أمضّ قلوباً، أوْ مَن أسخَنُ أعيُنَا |
أطالَ قصـير اللّيْلِ ، يا رَحِمَ ، عندَكُمْ ، | فإنّ قصـيرَ الليْلِ قد طالَ عندَنـا |
وما يَعْرِفُ اللّيْلَ الطّويلَ وغَمُّـهُ | مِنَ النّـاسِ ، إلاّ مَنْ تَـنَـجَـمَ أو أنـا |
خَلِيّونَ مِنْ أوْجاعِنَا يَعْذِلُونَنا، | يقـولـونَ : لِمْ تَهـوُونَ ؟ قـلْنـا : لِـذَنْبنـا |
يَقُومونَ في الأقوامِ يَحْكُونَ فِعلَنا | سَـفاهَـة َ أحْـلامٍ ، وسُخْـرِيَـة ً بِـنا |
فلَوْ شاءَ رَبّي لابْتَلاهُمْ بِما بهِ ابْـ | ـتَلانَا فكانُوا لا عَلَينا ولا لَنَا |
سأشكُو إلى الفَضْلِ بنِ يحيَى بن خالدٍ | هَواكِ لَعَلَّ الفَـضْـلَ يَجْمَعُ بيْننا |
أميرٌ رَأيتُ المالَ، في نِعَمَاتِهِ، | ذلِـيـلاً مَهيـنَ النّـفْـسِ بالضِّينِ مُوقِنـا |
إذا ضَنّ رَبُّ المالِ أعْلَنَ جُودُهُ | بحَيَّ على مالِ الأمِيرِ، وأذّنَا |
وللفَضْلِ صَوْلاتٌ على صُلْبِ مالِهِ، | تَرَى المالَ فيها بالمَهانَة ِ مُذْعِـنَـا |
وللفَضْلِ حِصْنٌ في يدَيهِ مُحَصَّنٌ، | إذ لَبِـسَ الدّرْعَ الحَـصـينَـة َ وَكْتَنـى |
إلَيكَ أبا العَبّاسِ من دونِ مَن مشَى | عليها امتَطينَا الْحَضرَميّ المُلَسَّنَا |
قَلائِـصَ لَمْ تُـسْـقِطْ جَنيناً مِنَ الوَجى ، | ولَمْ تَدْرِ ما قَـرْعُ الفَـنيـقِ ولا الهَنا |
نَـزُورُ عليْها مَنْ حَـرَامٌ مُـحَـرَّمٌ | عليْـهِ بأنْ يَـعْـدو بِـزَائِـرِهِ الغِـنــى |
كَـأنّ لَـديْـهِ جَـنَّـة ً بابِـلَـيَّـة ً | دَعا يَنْعُها الْجُنّاءَ منها إلى الْجَنَى |
أغَرُّ لَهُ ديباجَة ٌ سابِرِيّة ٌ، | ترَى العِتْقَ فيها جارِياً مُتَبَيَّنَا |