يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يا مَهُرها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يا مَهُرها | بالرّطلِ يأخذ منها مِلأَه ذهبا |
قصّرْتَ بالرّاح، فاحْذَرْ أن تُسمِّعها | فيحلِفَ الكرْمُ أن لا يحملَ العنبَ |
إنّي بذلتُ لها، لمّا بصُرْتُ بها ، | صاعاً من الدُّرّ والياقوتِ ما ثُقِبَا |
فاسْتوحشَتْ، وبكتْ في الدّنّ قائلة ً: | يا أُمُّ ويحكِ، أخشى النّار والّلهبَ |
فقلتُ : لا تَحْذَريه عندنا أبداً | قالتْ «ولا الشمسَ؟» قلتُ «الحرّ قد ذهبا» |
قالتْ «فمن خاطبي هذا؟» فقلتُ «أنا» | قالت «فبَعْليَ؟» قلتُ «الماءُ إن عَذُبا» |
قالت:لقاحي فقلتُ:الثلجُ أبردهُ | قالت «فبَيْتي، فما أستحسنُ الخشبا» |
قلتُ القنانيُّ والأقداحُ ، وَلّدَها | فرعونُ قالتْ: لقد هيّجت لي طَرَبا |
لا تمكننّي من العربيدِ، يشربني، | ولا الّلئيمِ الذي إن شمّني قَطَبا |
ولا المجُوسِ، فإنّ النّارَ ربّهُمُ، | ولا اليهودِ، ولا منْ يعبُدُ الصُّلُبا |
و لا السَّفالِ الذي لا يسْتفيقُ، ولا | غِرِّ الشّبابِ، ولا من يجهلُ الأدبَ |
و لا الأراذلِ، إلاّ مَنْ يوقْرني | من السُّقاة ِ ولكن أسقني العربا |
يا قَهْوَة ً حُرّمتْ إلاّ على رجُلٍ | أثْرَى ، فأتلفَ فيها المالَ والنَّشبَ |