ولا تأخُذْ عن الأعْرابِ لهْواً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ | وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِها الخُطوبُ |
وخَلّ لِراكِبِ الوَجْناءِ أرْضاً | تَخُبُّ بها النَّجيبة ُ والنّجيبُ |
بلادٌ نَبْتُها عُشَرٌ وطَلْحٌ، | وأكثرُ صيْدِها ضَبُعٌ وذيبُ |
و لا تأخُذْ عن الأعرابِ لهْواً، | ولا عيْشاً فعيشُهُمُ جَديبُ |
دَعِ الألبانَ يشْرَبُها رِجالٌ، | رقيقُ العيشِ بينهُم غريبُ |
إذا رابَ الْحَلِيبُ فبُلْ عليهِ، | و لا تُحرَجْ فما في ذاك حُوبُ |
فأطْيَبُ منْه صَافِية ٌ شَمُولٌ، | يطوفُ بكأسها ساقٍ أديبُ |
يسْعى بها ، مثل قرنِ الشَّمس، ذو كفلٍ | يشْفي الضَّجيعَ بذي ظَلْمِ وتَشْنيبِ |
أقامَتْ حِقْبَة ً في قَعْرِ دَنٍّ، | تفورُ، وما يُحَسُّ لها لهيبُ |
كأنّ هديرَها في الدّنّ يَحْكي | قِرَاة َ القَسّ قابلَهُ الصّليبُ |
تَمُدُّ بها إليكَ يدَا غُلامٍ | أغَنّ ، كأنّهُ رَشأٌ رَبيبُ |
غذّتهُ صنْعة ُ الدّاياتِ حتّى ، | زَها، فَزَهَا به دَلٌّ وطيبُ |
يَجُرُّ لكَ العِنانَ ، إذا حَساها ، | و يفتحُ عقد تكّته الدّبيبُ |
و إن جَمّشْتهُ خَلَبَتْكَ منهُ | طَرَائِفُ تُسْتَخَفّ لَها القُلوبُ |
ينوءُ برِدْفهِ، فإذا تمشّى | تَثَنّى ، في غَلائِلِهِ، قَضِيبُ |
يكادُ من الدّلالِ، إذا تَثَنّى | عليْكَ ، ومن تساقطهِ، يذوبُ |
و أحمقَ من مُغيّبة ٍ تـراءى | إذا ما اخْتانَ لَحْظَتَها مرِيبُ |
أعاذِلَتي اقْصُري عن بعْضِ لوْمي، | فراجي توبتي عندي يخيبُ |
تَعيّبين الذّنوبَ، وأيّ حُرٍّ، | مِن الفِتيانِ، ليسَ لَهُ ذنوبُ |
فهذا العيشُ لا خِيمُ البوادي ، | و هذا العيشُ لا اللبن الحليبُ |
فأيْنَ البدْوُ من إيوان كِسْرَى ، | وأيْنَ منَ المَيادينِ الزُّرُوبُ؟ |
غرِرْتِ بتوبتي ، ولججْتِ فيها ، | فشُقّي اليومَ جيبَكِ لا أتوبُ |