أما يسُرُّكَ أنَّ الأرضَ زَهْراءُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أما يسُرُّكَ أنَّ الأرضَ زَهْراءُ | و الخمرُ ممكنتٌ، شمْطاءُ عذْراءُ |
ما في قعودِكَ عذْرٌ عن مُعَتَّقَة ٍ | كاللّيل وَالدُها، وَالأمّ خَضراءُ |
بادِرْ؛ فإنّ جِنَانَ الكَرْخ مُونقَة ٌ | لمْ تلْتَقِفْها يدٌ للحرْبِ عَصْراءُ |
فيها من الطيْرِ أصنافٌ مُشَتتَّة ٌ | ما بينهنّ، وبين النّطْقِ شَحْنـاءُ |
إذا تَغَنّينَ لا يُبْقِينَ جانِحَة ً، | إلاّ بِهَا طَرَبٌ يُشْفَى بهِ الدّاءُ |
يا رُبَّ منزل خمّارٍ أطَفْتُ به، | و الليلُ حُلَّتُه كالقارِ سوْداءُ |
فقام ذو وفْرَة ٍ من بطْنِ مضْجَعهِ | يميلُ من سكرهِ، والعينُ وَسْناءُ |
فقالَ:منْ أنتَ؟! في رفْقٍ، فقلتُ له: | «بعضُ الكرام!» وَلي في النّعت أسماءُ |
و قلتُ:إنّي نحَوْتُ الخمرَ أخطبُها!.. | قال:الدراهمَ!..هل للمهرِ إبْطاءُ؟! |
لَمّا تَبَيّنَ أنّي غَيرُ ذي بَخَلٍ، | و ليس لي شُغُلٌ عنها وإبطاءُ |
أتَى بِها قَهْوَة ً كالمِسْك صَافيَة ً، | كَدَمْعَة ٍ مَنَحَتْها الْخَدَّ مرْهاءُ |
ما زالَ تاجرها يَسْقي، وأَشْرَبُها، | وَعندَنا كاعِبٌ بَيضاءُ، حَسناءُ |
كَمْ قد تَغَنّتْ، وَلا لَوْمٌ يُلِمّ بنا | «دعْ عنكَ لوْمي؛ فإنّ اللّوْمَ إغراءُ» |