لولا حِـذَاريَ من جنانِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لولا حِـذَاريَ من جنانِ | لخَـلْعْتُ عن رأسي عِنانِ |
وركبْتُ ما أهوَى ، وكمْ | أجْفُو مَقالَة َ مَنْ نَهَاني |
وخرَجتُ أخبِطُ سادراً، | لمْ أغنَ عن حبّ الغواني |
قد ذُبْتُ، غيرَ حُشاشة ٍ | في النفسِ تحبسُها الأماني |
يا من يلومُ على الصّبـا ! | دَعْني ، فشَـأنُكَ غيرُ شاني |
لم تَلقَ منْ حُرَقِ الهوَى ، | ما قد لقـيتُ على عِـنانِ |
أنّى تردّ عليّ قلْـ | ـباً راح في غَلَق الرهانِ |
قَلْباً، إذا كَلّفْتُهُ | غيرَ الذي يهوى عصاني |
قد خُـضْتُ في لُـجَـجِ الهوى ، | وشـرِبْتُ صافيـة ً الدّنــانِ |
ومُضَمَّخَاتٍ بالعَبيـ | رِ نَـزَلْنْ من غُـرَفِ الجِنـانِ |
راضَـعْتُهُـنّ من الصّـبــا | كأسـاً عقـَـدْنَ بها لسـاني |
أقْـبَـلْنَ من بابِ الرُّصـا | فَـة ِ كالتمــاثـيلِ ........... |
يحفُـفْـنَ أحْـوَرَ كالغـزا | لِ أمِـرَّ إمْـرارَ العَـنَـانِ |
يَمْشي برِدْفٍ كالنَّقَا، | يخْتالُ تحْتَ قضيبِ بانِ |
فإذا انجليْتِ، فجاملي، | كيلا أموتَ على المكـانِ |
ولقـد أقولُ لمَـنْ دعــا | هُ من الهوَى ما قد دعاني: |
أبْلِغْ هواكَ منَ الغِنا، | والكأس، واغنَ عن الزّمانِ |
لا يشْـغَـلَنّـكَ غيرُ ما | تَهْوَى ، فكلّ العيشِ فَانِ |
ودَعِ الْهَوانَ لأهْلِهِ، | إذا زُلْـتَ عن دارِ الهوانِ |