ألم تسألِ الطللَ الدارسا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألم تسألِ الطللَ الدارسا | وكنتَ به واقفاً حابسا |
وقد كان عهدي بهِ ضاحكاً | فكيفَ استحالَ بِلى ً عابسا |
و ما لكَ مستوحشاً وسطهُ | وما كنتَ إلاّ به آنسا |
ألا أينَ من كنتُ أرنو إليهِ | طويلاً وكنتَ له حارسا |
وياليتني حينَ قابلتُهُ | دُرِسْتُ ولم أرَهُ دارسا |
فكَمْ قد رأيتُ غزالاً به | لثوب الصبا والهوى لابسا |
يَميسُ دلالاً وكم في الغصو | نِ ما لستُ أرضى به مائسا |
سُقيتَ الرَّواءَ فقد طالما | سقيتَ فرويته خامسا |
و لا زال مرُّ نسيمِ الريا | عليك كَلِيلَ الشَّبا ناعسا |
و لا فرستكَ نيوبُ الزما | ن فقد كنتَ دهراً لها فارسا |
ومَن كان عزّاً لبدرِ السَّماءِ | ءِ بأخمصهِ أبداً دائساً ؟ |
ولاكانَ هادمَ مايَبتنيهِ | و كنتُ على غيره شامسا |
وكان لعيني الصَّباحَ المنيرَ | ـرَ فقوموا انظروا ليليَ الدامسا |
فأيّ فتى ً لم يكن في بحا | ر أنعمهِ القائمَ القامسا |
وقد كان غصنُ النَّقا مُورِقاً | فأصبح من بعده يابسا |
ونَوءُ الرِّماحِ وبيضُ الصِّفا | عاد بنا جامداً جامسا |
مضى عجلاً كضياء الزناد | كنتُ له قادحاً قابساً |
كأنّ لقلبيَ منه الحريقَ | عليه وفي عينيَ الناخسا |
و من عجبٍ أنني حين خا | ب طبيَّ وعاد به خائسا |
رحلتُ به نحوَ دارِ البِلى | جِهاراً وأعطيتُه الرَّامسا |
فلا سكنوا بعده منزلاً | و لا شمتوا بعده عاطسا |
ولا نَبَّهوا لنظامِ المديـ | ـحِ في أحدٍ بعدَهُ هاجسا |
عليك السلامُ وإنْ كنتُ منْ | لقائك طولَ المدى آيسا |
و خذْ من دموعي الغزار التي | أكون بها أبداً نافسا |
و قد ضاع بعدك من ذدت عنـ | |
فبيني وبين خطوب الزمان | حروبٌ ذكرتُ لها داحسا |
ولولا جنونُ مقاديرِهِ | لما سبقَ الرّاجلُ الفارسا |
و لا كان هارم ما يبتنيـ | وقالعُ أغراسهِ غارسا |
سقاني وياليتَ لم يسقِني | |
وأسْمنَني وكسا أعظُمي | وعادَ لها عارقاً ناهسا |