إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد | رأيتُ فيك العدوَّ محتكما |
في ساعة ٍ لو رآكَ في يدهِ | أقسَى عدوِّ لرقَّ أو رحما |
قُتِلتَ بالذُّلِّ والمهانة ، والقتـ | ـلُ مريحٌ إذا أسال دما |
فإن تعشْ برهة ً فأنت بما | رُمِيتَ مَيْتٌ لم تسكُنِ الرَّجَما |
وإنْ تكن ناجياً منَ الموتِ فالمو | تُ مُنَى مَن يعالجُ السَّقما |
لم تنجُ منه كما علمتَ ومَنْ | سلَّمه الاتّفاقُ ما سلما |
شلّتْ يدا من رمى فلم تصمك الرّمية ُ لمّا لم يدر كيف رمى | ى فلم تُصْمِكَ الرْ |
إنَّ الأُلى في صدورهمْ حَنَقٌ | لم تعفُ آثارُهُ ولا انصرما |
همّوا ولم يفعلوا لعائقة ٍ | وفاعلٌ للأمور من عزما |
ألمَّ سوءٌ وما أتمَّ وكمْ | أنشبَ أظفاره وما عدما |
فاخشَ لها عودة ً فجارمها | صبٌّ بها ليس يعرف النّدما |
إنّ الذى أنت غنمُ بغيتهِ | ما ظَفِرتْ كفُّهُ وما غَنما |
وقد قضَى اللهُ أن يُزيلَ لنا | نعمة َ من ليس يشكر النّعما |
ما شكَّ قومٌ قُذِفتَ وسْطَهُمُ | أنّ جنوناً بالدّهر أو لمما |
أخَفْتَني ثمَّ ما أمنتَ، فلا | يأمن منّا من خاب أو ندما |
فقلْ لقومٍ غُرُّوا بفتنتهِ: | إِنَّ أديماً دبغتُمُ حَلُما |
ظننتُمُ أنّه ينيرُ لكمْ | فزادكمْ فوقَ ظُلمة ٍ ظُلَما |
وإِنْ أبَيْتُمْ إلاّ عبادَتَهُ | فقد رأينا من يعبد الصّنما |
وقلتُمُ إنَّه أخو كرمٍ | وما رأينا فيكمْ له كرما |
وقالَ قومٌ: أعطى فقلتُ لكمْ: | إنْ كان أعطى فطالما حرما |
قد ثلم الدّهرُ ما بناه لكمْ | وتاب ممّا جناه واجترما |
فلا تَروموا مثلَ الذي كان | فذاك الشَّبابُ قد خُرِما |
بالجدِّ نلتُ الذى بلغتُ ولم | تعملْ إليه كفّاً ولا قَدما |
ولا أساسٌ لما بنيتَ فما | نُنكرُ منه أنْ زالَ وانْهدَما |
فقد سئمناك والمدى كثبٌ | ومن ثوى الرّيفَ جانبَ السّأما |
وإنْ تصبْ بالرّدى فليس ترى | كانوا بِسِلْمِ، إنْ سادَ في حَومة الـ |
وإنْ تغبْ فالذي به غُصَصٌ | منك بَواقٍ يقولُ: لا قَدِما |
فلا سقى الله وادياً - حلّه السّو | ءاتُ لمّا حللته - الدّيما |
ولا هَناك الذي أتاكَ ولا | أمنتَ فيما جنيته النّقما |
وماءُ قومٍ حلَلتَ بينهُمُ | لا كان عذباً لهمْ ولا شيما |
فلا يرعنى منك الوعيد فما | زلتُ أولّيهِ منّى َ الصّمما |
ومَن تَرى أنَّني أهابُ أذى ً | فمبصرٌ فى منامه حلما |
سَلْ عن صخوري مَن كان يَقرعُها | وعن قناتي امرأً لها عَجَما |
رَمْيَة ُ لمّا لم يدرِ كيفَ رَمى | كلاّ ولا مضغة ً لمن ضغما |
قد كنتُ سيلاً وكنتمُ وهداً | وكنتُ ناراً وكنتمُ فحما |
للهِ قومٌ رأيتُ قبلكَ فوْ | قَ العرشِ من هذهِ البِنا جُثُما |
لم يكُ فيهمْ ولا لهمْ أحَدٌ | خالٍ بسوءِ الفِعالِ مُتَّهما |
من كلِّ قرمٍ يشفى إذا شهد الحومة َ بالبيض والقنا القرما | ـحَومَة َ بالبِيض والقنا القَرَما |
يرهبُ في عُرضة ِ الملام ولا | يرهبُ يوماً في جسمهِ الألما |
كأنَّني بالخيولِ ثائرة ً | معجلة ً أنْ تقلّدَ اللّجما |
مثلُ الدّبا إذْ يقول مبصرها | شلَّ اليمانون بالقنا النّعما |
وفوقهنّ الكماة ُ حاملة ٌ | سمراً طوالاً وبتّراً خذما |
لم يَنْثروا بالسُّيوفِ مُصْلتة ً | فى الحرب إلاّ الأجسادَ والقمما |
وربَّما ساعدَ اللّسانُ فلمْ | أحبسْ لساناً عن نطقهِ وفَما |
خُذْها ومن بعدِها نظائرُها | فلستُ للصِّدقِ فيكَ مُحتشِما |
فأغبنُ النّاسِ كلّهمْ رجلٌ | هاجَ لساناً أو نبَّهَ القلما |