منْ على هذه الدّيار أقاما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
منْ على هذه الدّيار أقاما | أو ضفا ملبسٌ عليه وداما ؟ |
عُجْ بنا نندبُ الذين تَولَّوْا | باقتيادِ المنونِ عاماً فعاما |
فارقونا كهلاً وشيخاً وهِمّاً | ووليداً ويافعاً وغلاما |
وشحيحاً جعدَ اليدين بخيلاً | وجواداً مُخوِّلاً مِطعاما |
سكنوا كلَّ ذروة ٍ من أشمٍّ | يَحسِرُ الطَّرْفَ ثمّ حلُّوا الرَّغاما |
أيّها الموتُ كم حططتَ عليّاً | سامى َ الطّرفِ أوْ جببتَ سناما ؟ |
وإذا ما حدرتَ خَلْفاً وظنّوا | نَجْوة ً من يديكَ كنتَ أَماما |
أنتَ ألحقتَ بالذكى ّ غبيّاً | فى اصطلامٍ وبالدّنى ٍّ هماما |
ولقد زارني فأرَّقَ عَيني | حادثٌ أقعد الحجى وأقاما |
حدتُ عنه فزادنى حيدى عنـ | ـهُ لصوقاً بدائهِ والتزاماً |
وكأنِّي لمّا حملتُ به الثِّقْـ | ـلَ تَحمَّلتُ يَذْبُلاً وشَماما |
فخذِ اليومَ من دموعي وقد كُنْ | نَ جُموداً على المصابِ سِجاما |
إنَّ شيخَ الإِسلامِ والدِّين والعلْـ | ـمِ تَولَّى فأزعجَ الإِسلاما |
مَن لفضلٍ أخرجتَ منه خَبيئاً | ومعانٍ فضضتَ عنها ختاما ؟ |
مَن لسوءٍ ميَّزتَ عنه جَميلاً | وحلال خلّصتَ منه حراما ؟ |
من يُنيرُ العقولَ من بعد ما كنْ | نَ هُموداً ويُنتجُ الأفهاما؟ |
من يعير الصّديقَ رأياً إذا ما | سَلَّه في الخطوبِ كانَ حُساما؟ |
صِ وصيِّ، وكم نصرتَ إِماما | نَ رجالٌ أثْرَوْا عيوباً وذاما |
إنَّ جِلْداً أوضحتَ عادَ بهيماً | وصباحاً أطلعتَ صارَ ظَلاما |
وُزلالاً أوْرَدتَ حالَ أُجاجاً | وشفاءً أورثتَ آلَ سَقاما |
لن ترانى وأنت من عدد الأمـ | ـواتِ إلاّ تجمّلاً بسّاما |
وإذا ما اختُرِمتَ منّي فما أرْ | ـرِ غُفولاً رأيتُ منهمْ نياما |
قادَه نحوَهُ فكانَ زِماما | ليتَ قوماً تحمَّلوا الأجراما |
لَهُمُ في المَعادِ جاهٌ إذا ما | بَسطوه كفَّى وأغنَى الأناما |
لا تخفْ ساعة َ الجزاءِ وإنْ خَا | فَ أُناسٌ فقد أخذتَ ذِماما |
أودعَ اللَّهُ ما حللتَ منَ البَيْـ | والّذي كان غُرّة ً في دُجَى الأيْـ |
ولوى عنه كلّما عاقه التّر | بُ ولا ذاقَ في الزَّمانِ أُواما |
وقضى أن يكون قبرك للرّحمة ِ والأمن منزلاً ومقاما | ـمة ِ والأمنِ منزلاً وَمَقاما |
وإذا ما سقى القبورَ فروّا | ها رهاماً سقاك منه سلاما |