أطوادُ عزِّك لا تُرامُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أطوادُ عزِّك لا تُرامُ | ولَصِيقُ بيتِكَ لا يُضامُ |
ولكَ المكارمُ قصَّرتْ | عن نيل غايتها الكرامُ |
وإذا حللتَ ببلدة ٍ | فكأنّما حلَّ الغمامُ |
ولقد دَرى كلُّ الملو | كِ بأنَّكَ الملك الهُمامُ |
وإذا همُ قيدوا إليـ | ـك فأنت رضوى أو شمامُ |
وكأنّما أنتَ الضّيا | ءُ لمبصرٍ وهمُ الظّلامُ |
وإذا اقتسمتُمْ فالشَّوى | لهمُ وحصّتك السّنامُ |
وسلا الملوكُ عن العلا | ءِ وأنت صبٌّ مستهامُ |
فمتَى رأَوك مُشمِّراً | لعظيمة ٍ قعدوا وقاموا |
ضُ لبُعدِ مط | لبها المنامُ |
ضاقوا بها ووسعتها | ورأَوكَ يقظاناً فناموا |
لله درّك فى مقا | مٍ لا يطيب به المقامُ |
والرّمحُ ينطفُ فى يمينـ | ـك من نجيعٍ والحسامُ |
والخيلُ تعثرُ في الجما | جم والشَّفيعُ لها القَتامُ |
لم يبقَ فوقَ جلودِها | بالطّعنِ سرجٌ أو لجامُ |
كم ذا أجارَ ولا مُجيـ | وإهابُهُ موتٌ زُؤامُ |
والأرضُ حمراءُ القَرا | حصباؤها جثثٌ وهامُ |
يهتزّ فوقهمُ - وقد | طُرِحوا- ثُغامٌ أو بشَامُ |
وتَوهَّموا جَهلاً بأنْـ | ـداثٌ وأكفانٌ رَغامُ |
لاموك فى حسدٍ وكمْ | من لائمٍ فيهِ الملامُ |
ورأَوا قُعودَك في أمو | ولربَّ مُعضلة ٍ يُقَضْ |
وتوهّموا جهلاً بأنّك مغمداً سيفٌ كهامُ | َ بها الكلامُ |
حتّى رأوك وقد نهضـ | ـتَ بعبئها وهمُ رغامُ |
وركبتَها مُتَوفِّراً | خرقاءَ ليس لها زمامُ |
وملكتَ منها ما وهبْـ | ـتَ وفى يديك لها انتقامُ |
لكَ من إلهكِ والعُلو | قُ بحبلهِ جيشٌ لُهامُ |
والنَّصرُ منهُ وحدَهُ | إنْ خان نصّارٌ وخاموا |
كم أخرجتك عن المضا | ئقِ منه أفعالٌ كرامُ |
كم أَوقدوا ناراً لها | فى كلّ ناحية ٍ ضرامُ |
فنجوتَ منها وهى بر | دٌ لا يضيرك أو سلامُ |
وولايتي لك عُروة ٌ | وثقى فليس لها انفصامُ |
وإذا ذكرتُك عرَّجتْ | عن ساحتى الخططُ العظامُ |
وقصائدٌ لي في أبيـ | ـك وفيك زين بخا الكلامُ |
راقتْ فجُنَّ بها رُوا | ة ُ الشِّعر أوْ غنَّى الحَمامُ |
فكأنَّما هي روضة ٌ | بالحزْنِ جادَ بها غَمامُ |
أو ديمة ٌ وطفاءُ ضا | حَكها نسيمٌ مُستهامُ |
ولها بكلّ مفازة ٍ | رَتَكٌ كما رَتَكَ النَّعامُ |
وصَحائحٌ وَلَرُبَّ شِعـ | ـرٍ ولا يفارقُه السَّقامُ |
فافطِرْ فقد أَثنى بما | أوْلَيْتَه ذاك الصِّيامُ |
شهرٌ يمرّ وليس فيـ | ـهِ نزاهة ً فعلٌ حرامُ |
فدُمِ الدُّهورَ، فبعضُ ما | ذخرَ الإلهُ لكَ الدَّوامُ |
وبنَاؤكَ المرفوعُ في الـ | ـعيّوق ليس له انهدامُ |
وعليك تجتازُ الشُّؤو | نُ مخلَّداً عامٌ فعامُ |
وإذا ألمَّ ردًى فليـ | ـسَ له بداركُمُ لِمامُ |
وكفى به الله الكفا | ية َ كلَّما فَغَرَ الحَمامُ |