جَسيمة ٌ حَمَّلها جسيمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
جَسيمة ٌ حَمَّلها جسيمُ | على العظيم يصبر العظيمُ |
مصيبة ٌ خفّ بها الحليمُ | مسكنها من الفتى الصّميمُ |
ليس بها غمضٌ ولا تهويمُ | كأنَّها بكرعِكِ الخُرطومُ |
رامَكَ من دهرِك ما ترومُ | وارتُجعَ الرِّفْدُ فمنْ تلومُ؟ |
مضتْ إِفالٌ وثَوَتْ قُرومُ | والبدرُ باقٍ فلتَبِنْ نُجومُ |
فلتسلُ عنه إنّك السّليمُ | ساوَى السَّخيَّ في الرَّدى اللَّئيمُ |
وذاقه المرزوق والمحروم | نحنُ على طرقِ الرَّدى جُثومُ |
ونحوهُ الإيجافُ والرَّسيمُ | لولا الرَّدى وإنّه الهَجومُ |
ما شمتَتْ بناتجٍ عقيمُ | ولا استوى الصّحيحُ والسّقيمُ |
الموتُ داءٌ للورى قديمُ | سِيطَ بهِ الممدوحُ والمذمومُ |
ما عنه تعريجٌ ولا تحويمُ | وليس تأخيرٌ ولا تقديمُ |
لا تَشْكُونْ وغيرُك المظلومُ | كلٌّ بما لاقيتهُ أميمُ |
صبراً وإنْ أوجعتِ الكلومُ | ولتنأَ عن جانبك الهمومُ |
ففى البلاءِ يعرفُ الكريمُ | خيرٌ من الزّائل ما يدومُ |
لك النّعيمُ إنْ يفتْ حميمُ | لا كان منك جانبٌ مثلومُ |
ولا مشتْ في صدرك الغُمومُ | ولا عراكَ القَدَرُ الغَشومُ |
سقى ثراه الهاطلُ السّجومُ | وجاده هيدبه المركومُ |
واعتصرتْ فى قبره الغيومُ | ففيهِ نجمٌ ثاقبٌ مُقيمُ |