دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً | و لا تنظري إلاّ إلى حسنِ مخبري |
فإنّي وخيرُ القول ما كان صادقاً | لدي الفخر سباقٌ إلى كلَّ مفخرِ |
أُعرِّسُ في دار الحِفاظِ وإنْ نأى | وشَمَّرَ عنها كلُّ ماضٍ مُشمِّرِ |
و إن حال قومٌ عن هدى ً وتغيروا | فإنِّي بِسَمْتِ القَصْدِ لم أتغيَّرِ |
و أعلمُ أنّ الدهرَ يعبثُ صرفهُ | بما شاءَ من مال البخيل المُقَتِّرِ |
فإنّ الردى دينٌ علينا قضاؤهُ | فبينَ مُسقًّى كأسِهِ ومؤخَّرِ |
و ليس كقومي في ندى وسماحة ٍ | ولا معشرٌ في يومِ رَوْعٍ كمعشري |
هُمُ ضربوا للطَّارقين خيامَهمْ | وهمْ رفعوا النِّيرانَ للمُتَنوِّرِ |
و همْ كشفوا يومَ الوغى طخياتهِ | بكلّ طويل الساعدين عشنزرِ |
فإنْ كنتِ لا تدرين بأسي ونجدتي | فقومي اسألي عن نَجدتي كلَّ عِثْيَرِ |
و كلَّ صفيحٍ بالضرابِ مثلمٍ | وكلَّ وشيجٍ بالطِّعان مكسَّرِ |
وأينَ مُقامي إنْ جهلتَ إقامتي | وجدك إلاّ في قطا كلَّ ضمرِ |
عذلتَ على تبذير مالي وهل ترى | نجمعُ إلاَّ للجؤور المبذرِ ؟ |
أفرقهُ من قبل أن حال دونه | رحيليَ عنه بالحِمامِ المقَدَّرِ |
ومن قبلِ أنْ أُدْلَى بملساءَ قَفْرَة ٍ | إلى جَدَثٍ ضَنْكِ الجوانبِ أغبرِ |
مضى قيصرٌ من بعد كسرى وخليا التلاعب في أموال كسرى وقيصرِ | ـلاعبَ في أموالِ كسرى وقيصرِ |
وجالَ الرَّجى في دورِ آلِ مُحرِّقٍ | و زال بأجيالٍ لأبناء منذرِ |
ردوا لم يجاورا من حمامٍ سطا بهمْ | بمالٍ عريضٍ أو عديدٍ مُجَمْهَرِ |
فبينَ كريمِ المفرقينِ متوجٍ | وبينَ محلَّى المِعْصَمين مُسَوَّرِ |
و أصغوا إلى داعي الردى وتهافتوا | تهافُتَ خَوَّارِ الأَباءِ المُسَعَّرِ |
وطرَّدهمْ عمّا ابتَنوْه كما هَفَتْ | خريقُ رياحٍ بالسَّحاب الكنَهْوَرِ |
أزال فما أبقى لهمء من تكبرٍ | وأخشعَ ما خلَّى لهمْ من تجبُّرِ |
وكانوا زماناً بهجة ً لتأمُّلٍ | فآبوا انقلاباً حسرة ً لتذكرِ |