حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ | و طافوا به يوم الطواف وكبروا |
و بالحصياتِ اللات يقذفنَ في منى ً | و قد أمّ نحو الجمرة ِ المتجمرُ |
ووادٍ تذوقُ البُزْلُ فيهِ حمامَها | فليس به إلا الهدى ُّ المعفرُ |
و جمعٍ وقد حطتْ إليه كلاكلٌ | طلائحُ أضْنَتْها التَّنائفُ ضُمَّرُ |
يُخَلْن عليهنَّ الهوادجُ في الضُّحى | سفائنَ في بحرٍ منَ الآلِ يزخَرُ |
ويومِ وقوفِ المحرِمينَ على ثرًى | تَطاحُ به الزلاَّتُ منهُمْ وتُغْفَرُ |
أتوه أساري الموبقاتِ وودعوا | و ما فيهمُ إلاّ الطليقُ المحررُ |
لقد كسرتْ للدين في يوم كربلا | كسائرُ لاتُوسَى ولا هي تُجْبَرُ |
فإما سبيٌّ بالرماحِ مسوقٌ | و إما قتيلٌ في التراب معفرُ |
وجرحى كما اختارتْ رماحٌ وأنصُلٌ | و صرعي كما شاءت ضباعٌ وأنسرُ |
لهم والدجى بالقاعِ مرخٍ سدوله | وجوهٌ كأمثال المصابيح تزهَرُ |
تراح بريحانٍ ورحمة ٍ | و توبل من وبل الجنانِ وتمطرُ |
فقل لبني حربٍ وفي القلب منهمُ | دفائنُ تَبْدو عن قليلٍ وتظهرُ |
ظَننتمْ وبعضُ الظَّنِّ عجزٌ وغَفلة ٌ | بأنّ الذي أسلفتمُ ليس يذكرُ |
و هيهاتَ تأبى الخيلُ والبيضُ والقنا | مجاري دمٍ للفاطميين يهدرُ |
و لستمْ سواءً والذين غلبتمُ | و لكنها الأقدار في القومِ تقدرُ |
وإنْ نِلتموها دولة ً عَجْرفيَّة ً | فقد نال ما قد نال كسرى وقيصرُ |
و ليس لكم من بعد أن قد غدرتمُ | بمن لم يكُن يوماً منَ الدَّهرِ يغدُرُ |
سِوى لائماتٍ آكلاتٍ لحومَكُم | وإلاّ هجاءٌ في البلادِ مُسَيَّرُ |
تقطَّعَ وصلٌ كان منّا ومنكُمُ | ودانٍ منَ الأرحامِ يَثني ويَسطُرُ |
وهل نافعٌ أنْ فرَّقَتنا أصولُكمْ | أصولٌ لنا نأوي إليها وعنصرُ؟ |
وعضوُ الفتى إنْ شُلَّ ليس بعضوهِ | و ليس لربّ السرب سربٌ منفرُ |
ولابدَّ من يومٍ بهِ الجوُّ أغبرٌ | وفيه الثَّرى من كثرة ِ القتلِ أحمرُ |
وأنتمْ بِمجتاز السُّيولِ كأنَّكمْ | هشيمٌ بأيدي العاصفاتِ مطيرُ |
فتهبطُ منكم أرؤسٌ كنَّ في الذُّرا | و يخبو لكم ذاك اللهيب المسعرُ |
و يثأرُ منكم ثائرٌ طال مطلهُ | و قد تظفر الأيام من ليس يظفرُ |