إمّا بقيتَ فهلكُ غيرِك هَيِّنٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إمّا بقيتَ فهلكُ غيرِك هَيِّنٌ | و إذا نجوتَ فجرمُ دهرك يغفرُ |
و إذا المحاذر تِهنَ عنك فما لنا | ولنا الأمانُ عليك شيءٌ يُحذرُ |
ما نحنُ إلاّ للرَّدى وإلى الرَّدى | فمقدَّمٌ لِحمامِهِ ومؤخَّرُ |
وعلى المنيَّة ِ طُرْقُنا ومسيرُنا | و الرجلُ تهفو والأخامص تعثرُ |
ذاقَ الرَّدى متكرِّمٌ ومُبخَّلٌ | و أتى الحمامَ معجلٌ ومعمرُ |
كم شذَّبتْ منّا السِّنون وكم طَوى | منا الخضارمَ ذا الترابُ الأغبرُ |
لاتربة ٌ إلاّ وفيها للبِلى | خدٌّ أسيلٌ أو جبينٌ أزهرُ |
من عاش إما مات أو كانت له | في كلّ يومٍ عبرة ٌ تتحدرُ |
و هو الزمان فاحكٌ مستغربٌ | ممّا استفادَ وناشجٌ مُستعبِرُ |
وقصورُنا قصرانِ؛ هذا مُخرَبٌ | متعطلٌ حزناً وهذا يعمرُ |
وعيونُنا عينان؛ هذي دمعُها | متحلِّقٌ ودموع أخرى تَقطرُ |
إنّ المصيبة في الأحبة ِ للفتى | لو كان يعلم نعمة ٌ لا تشكرُ |
فدعِ التذكر للذين تطارحوا | بيدِ المنون فهالكٌ لا يُذكرُ |
وإِذا جرى قَدَرٌ بشيءٍ فارضَه | فالمعتبون لساخطو ما يقدرُ |
باهِ الرجالَ بفضل حلمك فيهمُ | وافخرْ به فبمثلِ ذلك يُفخَرُ |
و إذا ألمَّ بك الزمان فلا تلمْ | خُلْساتِه فَلما خطاهُ أكثرُ |
ولطالما عزَّيتَ غيرَك في رَدى ً | بالصَّبر والمُعزَى بصبرٍ يَصبِرُ |
ما إنْ رمتنا بالجنادل شدة ٌ | إلاّ وأنتَ لها الأشدُّ الأصبرُ |
تفدى الإناثُ ذكورَ من الورى | ويقي الكبيرَ منَ الحمامِ الأصغَرُ |
و ليسلَ عنها إنها درجتْ وللتقوى الإزارُ وللعفافِ المئزرُ | ـتقوى الإزارُ وللعفافِ المِئزَرُ |
كسرٌ له جَبرٌ بأمثالٍ له | و وقاك ربكَ كسرة ً لا تجبرُ |