لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ | و نورُ وجهكَ في الظلماءِ مصباحي |
وحمرة ٌ نُشِرتْ في وجْنَتيكَ بها | ملكتَ ناصِيَتَيْ وَردٍ وتُفّاحِ |
وقد لَحَوْني على وجْدي فقلْ لهمُ: | كيف انثنى خائباً من طاعتي اللاحي |
تلومُني والتِياعٌ ما يفارقُني | ملءَ الضلوعِ بقلبٍ غيرِ مرتاحِ |
و أنتَ صاحٍ ولاحٍ منْ به سكرٌ | و ما استوى في الهوى السكرانُ والصاحي |
قمْ غنني بأحاديثِ الهوى طرباً | و سقني من دموعي ملءَ أقداحي |
ولا تَمِلْ بي إلى مَن لا أُسَرُّ به | ففي يمينك أحزاني وأفراحي |
و قد شجيتُ بقمريٍ على غصنٍ | باكٍ بلا أدمعٍ يجرين نواحِ |
قلْ للّذين أرادوا مثلَ مَفْخرتي: | أنَّى لكمْ مثلُ غُرّاتي وأوضاحي؟ |
و هلْ تبيتون إلاّ في حمى كنفي | وفي خَفارة ِ أسيافي وأرماحي؟ |
منْ فيكم وقد اشتدّ الخصامُ له | مِنْ دونِكم مثلُ إيضاحي وإفصاحي؟ |
ما زال رائدكمْ في كلَّ مكرمة ٍ | لولايَ فيكمْ بوجهٍ غيرِ وضاحِ |
و قد بلغتُ مراماً عزّ مطلبهُ | لم تبلغوهُ وعيسى غيرُ أطلاحِ |
و كم ثوتْ منكمُ الأحوالُ فاسدة ً | حتَّى صرفتُ إليها وجهَ إصلاحي |
لا لذُّة ٌ ليَ في غيرِ الجميلِ ولا | في غيرِ أودية ِ المعروفِ أفراحي |
دفعتُ عنكم بمَا تجلو القُيونُ وقد | دفعتمُ الشرَّ عجزاً " عنه " بالراحِ |
سيّانٍ سِرِّي وجَهري في ظِهارتِهِ | ومُستوٍ خَمَري فيهِ وتَرْواحي |
ورثتُ هذي الخصالَ الغرَّ دونكمُ | عن كلَّ قرمٍ طويلِ الباعِ جحجاحِ |
قومٌ إذا ركبوا يوماً على عجلٍ | ضاق الفضاءُ وسَدّوا كلَّ صَحْصاحِ |
تَرى جيادَهُمُ في كلِّ مُعتَرَكٍ | تلقى من الأرض صفاحاً بصفاحِ |
همُ البحورُ لمنْ يعتادُ رفدهمُ | والنَّاسُ ما بينَ أوْشالٍ وضَحْضاحِ |
لو طاولوا النجمَ لم يطلعْ على أحدٍ | أو صاولوا النّارَ لم تظهرْ لقدّاحِ |
أولاكَ قومي فجيئوني بمثلهمُ | في منزلٍ هابطٍ أو ظاهرٍ ضاحِ |
معالمٌ لا مرورُ الدهرِ يخلقها | ولا يخافُ على مَحْوٍ لها ماحِ |