أرشيف الشعر العربي

قف بالدّيارِ المقفراتِ

قف بالدّيارِ المقفراتِ

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
قف بالدّيارِ المقفراتِ لعبتْ بها أيدي الشَّتاتِ
فكأنهنّ هَشائِمٌ بمرور هُوجِ العاصفاتِ
فإذا سألتَ فليس تسـ ـألُ غيرَ صُمِّ صامتاتِ
خُرْسٍ يُخَلْن من السّكو تِ بهنّ هام المصغياتِ
عُجْ بالمطايا النَّاحلا تِ على الرسومِ الماحلاتِ
الدّارساتِ الفانيا تِ شَبيهة ً بالباقياتِ
واسألْ عنِ القتلى الأُلَى طُرِحوا على شَطِّ الفراتِ
شُعْثٌ لهمْ جُمَمٌ عَصَيْـ ـنَ على أكفّ الماشطاتِ
وعُهودُهنَّ بعيدة ٌ بدهانِ أيدٍ داهناتِ
نسج الزّمانُ بهمْ سرا بيلاً بحوك الرّامساتِ
تُطوى وتُحمى عنهُمُ محواً بهطلِ المُعْصراتِ
فهمُ لأيدٍ كاسيا تٍ تارة ً أو مُعْرَياتِ
ولهمْ أكفٌّ ناضرا تٌ بين صُمٍّ يابساتِ
ما كنَّ إلاَّ بالعطا يا والمَنايا جارياتِ
كمْثمَ من مُهَجٍ سَقيـ ـنَ الحتفَ للقومِ السَّراة
ومثقّفٍ مثلِ القنا ة ِ أتَى المنيَّة َ بالقناة
ومُرهَفٍ ساقتْ إليـ ـهِ ردًى شفارُ المُرهَفاتِ
كرهوا الفرار وهم على "أقتادِ نُجْبٍ" ناجياتِ
يَطويْنَ طيَّ الأتْحَميِّ لهنَّ أجوازَ الفلاتِ
وتيقّنوا أنّ الحيا ة َ معَ المذلَّة ِ كالمماتِ
ورزيَّة ٍ للدِّينِ ليـ ـست كالرزايا الماضياتِ
تَركتْ لنا منها الشَّوَى ومَضتْ بما تحتَ الشَّواة ِ
يا آل أحمدَ والذيّـ ـنَ غداً بحُبِّهُمُ نجاتي
ومنيَّتي في نَصرِهمْ أشْهَى إليَّ منَ الحياة
حتى متى أنتم على صَهَواتِ حُدْبٍ شامِصاتِ؟
وحقوقُكمْ دونَ البريْـ ـة ِ في أكفٍّ عاصياتِ
وسروبُكمْ مذعورة ٌ وأديمُكمْ للفارياتِ
ووليّكمْ يُضحي ويُمـ ـسي في أمورٍ مُعضلاتِ
يُلوى وقد خبط الظّلا مَ على الّليالي المُقْمراتِ
فإذا اشتكَى فإلى قُلو بٍ لاهياتٍ ساهياتِ
وإلى عصائبَ ساريا تٍ في الدَّآدي عاشياتِ
غَرثانَ إلا مِن جوًى عُريانَ إلاّ من أذاة ِ
وإذا اسْتَمدَّ فمن أكفْ فٍ بالعَطايا باخِلاتِ
وإذا استعانَ على خُطو بٍ أو كروبٍ كارثاتِ
فبكلِّ مغلولِ اليدَيْـ ـنِ هناكَ مفلول الشَّباة ِ
قل للأُلى حادوا وقد ضلُّوا الطَّريقَ عنِ الهُداة ِ
وسَرَوا على شُعَبِ الرّكا ئبِ في الفلاة ِ بلا حُداة ِ
نامتْ عيونُكمُ ولـ ـكنْ عن عيونٍ ساهراتِ
وظننتُمُ طولَ المدَى يمحو القلوب من التِراتِ
هَيهاتَ إنَّ الضِّغنَ تُو قِدُهُُث اللّيالي بالغداة ِ
لا تأمنوا غضّ النّوا ظرِ من قلوبٍ مُرصِداتِ
إنَّ السُّيوفَ المُعْرَيا تِ من السّيوف المُغمَداتِ
والمقلاتِ المُعْييا تِ من الأمورِ الهنيّاتِ
والمُصْمياتِ منَ المقا تِلِ هنّ نفسُ المخطئاتِ
وكأنَّني بالكُمْتِ تَرْدي في البسيطة ِ بالكماة ِ
وبكلِّ مِقدامٍ على الـ ـأَهوالِ مرهوبِ الشَّذاة ِ
قريمٍ فلا شِبعٌ له إلاَّ بأرواحِ العُداة ِ
وكأنّهُ متنمّراً صَقْرٌ تشرَّفَ مِن عَلاة ِ
والرّمح يفتق كلَّ نجـ ـلاءِ كأردانِ الفتاة ِ
تَهمي نَجيعًا كاللُّغا مِ على شُدوقِ اليَعْمَلاتِ
تُؤسي ولكنْ كَلْمُها أبدًا يبرِّحُ بالأُساة ِ
حتى يعود الحقُّ يَقْـ ظانًا لنا بعدَ السِّناتِ
ولكمْ أتى من فُرجَة ٍ قد كان يُحسب غير آتِ
يا صاحبي في يوم ع شوراءَ والحَدِبِ المواتي
لا تسقني بالله فيـ ـهِ سوى دموعِ الباكياتِ
ما ذاك يوماً صيّباً فاسمحْ لنا بالصيِّبات
وإذا ثَكِلْتَ فلا تَزُرْ إلاَّ ديارَ الثّاكِلاتِ
وتنحَّ في يومِ المصيـ ـبة ِ عن قلوبٍ سالياتِ
ومتى سمعتَ فمنْ عَويـ ـلٍ للنّساء المُعولاتِ
وتَداوَ من حُزْنٍ بقلـ ـبِكَ بالمَراثي المحزناتِ
لا عُطّلتْ تلك الحفا ئرُ من سلامٍ أو صلاة ِ
وسُقينَ من وكْفِ التَّحْيـ ـيَة ِ عن وَكيفِ السّارياتِ
ونُفِحْنَ من عَبَقِ الجِنا نِ أريجُهُ بالذَّاكياتِ
فلقد طَوَيْنَ شُموسَنا وبُدورنا في المشكلاتِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف المرتضى) .

متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ

شبابَكِ عنّي فالمشيبُ لباسي

ليس المشيبُ بذنبٍ

ما للخيالِ ببطنِ مَرٍّ يطرقُ

قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهمْ


مشكاة أسفل ٢