أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ | وعَجزًا أَراناهُ الزمانُ لقدرة ِ |
وكم ذا رأينا والعجائبُ جمّة ٌ | زجاجة َ سعدٍ نحسَ ضخرة ِ |
خذوها وإنْ لم تعلموا كيف أخذُها | ولا كيف جاءت نحوكُمْ إذْ ألمَّتِ |
ولا تحسبوها في قنيص احتيالكم | فقد خَرجتْ عن أن تُنالَ بحيلة ِ |
وعفَّتْ لكُمْ والمطلُ عنها بنَجْوة ٍ | ولم تأتكمْ كُرهاً ولا هي عنّتِ |
ولم تكُ إلاّ مثلَ نُغْبَة ِ طائرٍ | وقبْسة ِ عَجلانٍ ولمحة ِ نظرة ِ |
فلا تغمضوها نعمة ً إنْ تؤُمِّلَتْ | بعين الحِجا أَوْفَتْ على كلِّ نعمة ِ |
وأَعطوا الّذي أعطاكُمْ فوقَ سَوْمِكمْ | رضاهُ ولا تُدنوا له دارَ سَخْطَة ِ |
فإنّ الذي يكسو على العُريْ قادرٌ | ولا منية ٌ في الدّهر إلاّ كخيبة ِ |
وقولوا لمن حاباكُمُ وأراكُمُ | بأنّكمُ نِلْتُمْ مُناها بمُنية ِ |
أَلا هنَّ صُنعٌ من عزيزٍ مُقدِّرٍ | أَخوذٍ على أيدي الرّجالِ مُوقِّتِ |
ولا تأمنوا أمراً بغير رَوِيَّة ٍ | لديهِ ولا "رأيٍ" عليه مُبَيَّتِ |
وما هيَ إلاّ زلَّة ٌ من زمانِكمْ | فحتّى متى يأتي الزّمانُ بزِلّة ِ؟ |
وما كانَ ما قد كانَ عن سَببٍ لهُ | علمناهُ لكنَّ المقادير جُنّتِ |
فإنْ وَفَتِ الأقدارُ عابثة ً لكمْ | فكَمْ من وفاءٍ بعدَهُ شرُّ غَدرة ِ |