أجرِ المدامعَ كيف شيتا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أجرِ المدامعَ كيف شيتا | فلقد دُهيتُ بما دُهيتا |
وإذا رُميتَ فإنّما | لم تُرْمَ وحدَكَ إذْ رُمِيتا |
وقذى العيونِ يجولُ في | كلِّ النَّواظِر إنْ قُذيِتا |
ومتى عَرِيتُ من التَجَلْـ | ـلُدِ عندَ حادثة ٍ عَرِيتا |
منْ ذا المعينُ على مُصا | بٍ فادحٍ هجمَ البيوتا؟ |
ما كانَ شملي بعدَهُ | إلاّ الصّديعَ بهِ الشّتيتا |
تأبى أضالِعيَ المقيـ | ـلَ وجَفْنُ عينيَّ المَبيتا |
يا مجدَ دينِ الله والـ | قَرْمَ الَّذي فاتَ النُّعوتا |
خلِّ التفجّعَ جانباً | وتسلَّ عنهُ بما حُبيتا |
ودعِ الشجا عَمْداً لِما | أولى الإمامُ وإنْ شُجيتا |
ولئنْ سخطتَ فلم تزلْ | نعماؤهُ حتّى رضيتا |
وسقاكَ مِن إفضالِهِ | وجماله حتى رَويتا |
ونهاكَ عن جزعٍ فلا | تجزعْ فدعْهُ كما نُهِيتا |
وإذا نُكبتَ فلا تشـ | ـكَ فطالما دهرًا وُقيتا |
ومتى شكوتَ فإنَّما | تعطى الذي يهوى الشّموتا |
وإذا قُريتَ أسًى فقِدْ | ماً بالمسرة ِ "قُريتا" |
واصبرْ فإنْ شقْتْ عليـ | ـكَ فإنْ صبرتَ فما رُزيتا |
وانظر مَنِ المفريكَ والـ | فاري أديمِكَ إذْ فُريتا |
وأُتيتَ لكنْ "قلْ" لنا | مِن أيِّ ناحية ٍ أُتيتا؟ |
وعلى فراقِ حبائبٍ | وأقاربٍ منّا غُذِيتا |
لولا اليقينُ بأَنّك ال | فَخْمُ الدَّسِيعة ِ ما احْتُبِيتا |
لله مفتقدٌ إذا | نُشرتْ محاسنُهُ عُنيتا |
هو أوّلٌ وتلَوْتَهُ | في الباذخاتِ كما تُليتا |
وإذا علوتَ به على | قمم الأنامِ فما عُليتا |
وإذا تشابهت الرّجا | ل عُلاً ومأثُرَة ً وَصيتا |
لم يُدعَ تفضيلاً له | من بينهمْ حتى دُعيتا |
كَلْمٌ وأنتَ إساؤهُ | لما مضَى عنَّا بَقيتا |
وكأنّهُ سَقيا لهُ | ما ماتَ لمّا أنْ حَيِيتا |
"لم يعدُني" بلْ خصّني | خَطْبٌ به فينا عُريتا |
وإذا عُرفتُ بِشركتي | لكُمُ فنُطقًا أو سُكوتا |
وإذا علمتُ بما أرد | تَ له البيانَ فقد كُفيتا |
وهو الزّمانُ فميتٌ | ما كانَ يخشى أَنْ يموتا |
ومزوَّدٌ طولَ البقا | ءِ وما يُرجِّي أنْ يَبيتا |
فمتى رُفِعْتَ به هَبَطْ | تَ وإن يئِسْتَ فَقد رُجيتا |
يا راحلاً لو كانَ يُف | دَى من ردًى أحدٌ فُدِيتا |
خَلَّي الدّيارَ لأهلِها | وثَوَي البَسابِسَ والمُروتا |
أعزِزْ عليَّ بأنْ أرا | كَ وكنتَ ذا لَسْنٍ صموتا |
تَزْوى الوجوهُ عنِ الّذي | أمسيتَ فيهِ وما قُليتا |
وتُرَدُّ عن واديك أعْـ | ـناقُ المطّي وما اجتُويتا |
لم تُنعَ إلاّ بهجتي | ومسَرَّتي لمّا نُعيتا |
قد كنت تشفي إنْ دُويتَ | وقد دَويتَ فما شُفيتا |
وإذا تبقَّتْ مأثُرا | تُك في الزَّمانِ فما فَنِيتا |
لا غُيِّرتْ منك المحا | سِنُ في الترابِ ولا بُليتا |
ولئنْ مُحيتَ عن العيو | نِ فعنْ قلوبٍ ما مُحيتا |
وإذا سَقى اللهُ القبو | رَ فمنْ مَراحِمِهِ سُقيتا |
وإذا هُجرنَ فلا هُجِرْ | تَ مدَى الزَّمان ولا جُفيتا |