هل مجير من غصة ٍ ماتقضى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هل مجير من غصة ٍ ماتقضى | أو شَفيعٌ في حاجة ٍ ليس تُقضَى |
ياخليلي أَنِخْ بشرقيِّ سابا | طَ مُناخاً على الرَّكائبِ دَحضاً |
وتَلَفَّتْ فيما بنَى آلُ ساسا | عفاه الزمان ثلماً ونقضا |
عَرَصاتٌ أصبَحْنَ وهْيَ سماءٌ | ثمَّ أمسَيْنَ بالحوادثِ أرضا |
وثرًى يُنبتُ النَّعيمَ إذا أنْـ | ـبتَ تُرْبُ البلاد عُشباً وحَمْضا |
قد رأينا الإيوانَ إيوانَ كسرى | فرأينا كالطود طولا وعرضا |
أو جَلالَ جَلَنْف | َعٍ صَحِبَ الأيْـ |
أثر الرَّحل في قراه ندوباً | نِلْنَ منه بعضاً وأعفَيْنَ بعضا |
فهو يلقاك بادئاً ما أب | ـك فأَرجا في العالمينَ وأمضَى |
عَرَقَ الدَّهرُ حُسنَهُ وهْو باقٍ | كالمدى تعرق التربية نحضا |
فترى العينُ فيه أُبَّهَة َ المُلْـ | ك وعيشاً لأهله كان خفضا |
فهْيَ تَغشاهُ بالتَّنكُّرِ وحْشاً | خلقاً ثمّ بالتذكر غضا |
ومشينا في عرصة ٍ لم تزل في | ـها أُمورُ الملوكِ تُمضَى وتُقْضَى |
كل قرم كالليث إن هجهجوه | عن صريعٍ له أزمَّ وأَغضَى |
لبس لذلك يافعاً ووليداً | وارتقاه شدّاً إليه وركضا |
وعرانينُ لا يطورُ بها الرُّغْـ | ـمُ وأيدٍ يَطَلْنَ بَسطاً وقَبْضا |
ورءوس بين الأنام رءوسٌ | وجسومٌ غذين بالعزِّ محضا |
ولقد مضنى هجومي على الدا | ر بلا آذان على الدار مضا |
مرحاً أسحب الإزار على أج | ـردَ يَنْزو طَوْراً ويقبضُ قبضا |
وجَثا ناشئاً على خشبِ الملْـ | واب ينفضن بالمخافة نفضا |
ورباعٌ كانت غُيوضَ أُسودٍ | أصبحت للضباع مأوى مغضى |
ومناخ للجود يحظى ويرضى | فيه مَن لم يكنْ على الدَّهر يرضَى |
عقروا عنده المطى َّ وألقوا | وقد استوطنوا نجاداً وغَرْضا |
بين قوم يزيدهم عذل اللوّام في المكرمات حثاوحضا | ـوامِ في المكرُماتِ حثّاً وحَضّا |
سكنوا جانب المدائنِ في أب | ـيَضَ كالشَّمس يوسعُ العينَ ومْضا |
يأخذون الأموالَ بالسَّيفِ حتَّى | يهبوها الرّجال نفلاً وفرضا |
كلَّما أَتلفوا أخلفوا كوَفِيِّ الـ | قوم أمَّ الغنى ليقضي قرضا |
ومهيبون يحسبُ الأمنُ من مو | لاهم الخوفَ والمحبة بغضا |
وجليدُ الرّجالِ إنْ واجهوهُ | غَبِنَ اللّحْظَ مِن حِذارٍ وغضّا |
كيف أرضى عن الزمان وما أر | ضَى كريماً قبلي الزَّمانُ فأرضَى ! |
نقتريه جدباً وبيئاً ونمر | به ضبيعاً ونرتعى منه برضا |
ليس يُبقي إِلاَّ ويُفني ولا يُعْـ | ـلي قليلاً حتّى يطأطىء خَفْضا |
سُنَّة ُ اللَّيثِ كلَّما همَّ أنْ يُبْـ | ـعدَ وَثْباً زاد انحطاطاً ورَبْضا |
ولفكرى فيمن يساق إلى المو | ت مدا الدهر كيف يطعم غمضا؟ |