ليسَ للقلبِ في السُّلوِّ نصيبُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ليسَ للقلبِ في السُّلوِّ نصيبُ | يوم رحنا والبين منّا رقيبُ |
ودَّعتني وزادُها طَربُ اللهْـ | ـوِ وزادي تلهُّفٌ ونحيبُ |
ورأتني أُذري الدموع فقالت : | أبكاءٌ أراه أم شُؤْبوبُ؟ |
إنّما البينُ للبدورِ المُنيرا | تِ كسوفٌ وللشُّموس غروبُ |
والنُّوى كالرَّدى ، وفقدٌ كفقدٍ | غير أنْ غائبُ الرّدى لا يؤوبُ |
ولقد قلتُ للمليحة ِ والرَّأ | ـرّأسُ بصبغ المشيب ظلماً خضيبُ |
لا تَرَيْهِ مجانباً للتصابي | ليس بِدْعاً صبابة ٌ ومشيبُ |
قلْ لمن حلَّ في الفؤاد وهل يسْ | كنُ حَبَّ الفؤاد إلاّ الحبيبُ؟: |
أين أيّامنا اللّواتي تقضّـ | ـنَ وفي القلبِ بعدَهُنَّ نُدوبُ |
واجتماعٌ نمحو به أثرَ الهـ | ـمّ ويحلو مذاقُه ويطيبُ |
تشمئزّ الأحزانُ منه وتَـ | ـزْوَرُّ إذا قاربته عنه الكُروبُ |
قمْ بنا نشكر الزّمان فلم يبـ | ـقَ لنا في الزّمان إلاّ العجيبُ |
ظُلماتٌ مُسْودَّة ٌ، وأُمورٌ | مشكلاتٌ يَحارُ فيها اللّبيبُ |
وشؤونٌ تبيضّ منها شؤونٌ | وانقلابٌ تَسْودُّ منه قلوبُ |
وأراها بالظّنِّ كالجمرة ِ الحمـ | ـراء أَذكى لها الأُوارَ مُذيبُ |
ووشيكاً يكون ذاك فما بَعْـ | ـدَ شَرارِ الزِّناد إلاّ اللهيبُ |
وكأنِّي بها مُعرَّقة َ الأوْ | صال قد شَفَّها السُّرى والدُّؤوبُ |
وعليهنَّ كلُّ أرْوَعَ لا يَرْ | ويه إلاّ التخّييمُ والتّطنيبُ |
إنْ عَنَتْ أزمة ٌ فكفٌ وَهوبٌ | أو عَرَتْ خَشية ٌ فنصْلٌ ضَروبُ |
ورجالٌ شُمُّ العَرانينِ وثَا | بونَ نحوَ الرَّدى شبابٌ وشِيبُ |
أينما ضاربوا ، فهامٌ فَليقٌ | ونجيعٌ من الكُماة صبيبُ |
ليس منهم إلاّ الغَلوب وما فيهـ | ـهمْ مدَى الدَّهرِ كلِّه مَغلوبُ |
أنتَ عزُّ لنا فإنْ قيلَ في غيـ | ـرك هذا فالقول قولٌ كَذوبُ |
وإذا مُيّزت سجايا أناسٍ | بان عودٌ رِخْوٌ وعودٌ صَليبُ |
ولبَيتٌ حَلَلْتَ لم يُرَ فيهِ | قطٌّ إلا نجابة ٌ ونجيبُ |
ووَلوعٌ بطيِّبِ الذِّكرِ لا يُرْ | |
إِنّ آلَ الأجلّ آلي وشعبي | منهمُ اليومَ تستبين الشّعوبُ |
وهمُ أسرتي ومن سِرِّ "موسى " | بالمودّاتِ والصديقُ نسيبُ |
وإذا حُصّل الودادُ تدانى | ذُو بعادٍ وبانَ عنكَ القريبُ |
قارَعوا عَنِّيَ الخطوبَ وقدْ هَمْـ | ـمَتْ وكادتْ تَجني عليَّ الخطوبُ |
وتلافَوْا جرائرَ الدّهرِ حتّى | ما لدهرٍ بهم إليَّ ذنوبُ |
كم لهم دون نُصرتي نَهَضاتٌ | ومقامٌ ضَنْكٌ ويومٌ عَصيبٌ |
وعَصوفٌ يُكِنُّني وركودٌ | ومَجيءٌ يجيئني وذُهوبُ |
ودفاعٌ عنّي العِدا ونزاعٌ | أرتضيهِ وهدنة ٌ وحروبُ |
لستُ أنسى حقوقَكم عندِيَ البيـ | ـضَ إذا كان في الزّمان الشّحُوبُ |
واعتصامي بكم وأنتم لرَحْلي | حَرَمٌ آمِنٌ وودادٍ خصيبُ |
كم فَرجتم من ضَيْقَة ٍ وكشفتُمْ | كُرَبًا يُطيقُها المَكْروبُ |
وتخلّصتُمُ ثراءَ رجالٍ | من يد الفقر والبلاء يصوبُ |
لا مشَتْ في دياركُمْ نُوَبُ الدَّهْـ | ـرِ ولا ارتبتُمُ بشيءٍ يُريبُ |
وإذا خِيفت الغيوبُ فلا خِيـ | ـفتْ عليكم مدى الزّمان الغيوبُ |
وفداكم من الأَذاة رجالٌ | دَنِساتٌ ذيولُهم والجيوبُ |
كلَّما أخفتِ السُّعودُ عيوبًا | منهُمُ استيقظتْ ولاحت عيوبُ |