أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ | وخِلٌّ نآني ما نَبَتْ بي خَلائِقُهْ |
ومضطجعٌ فى ريبِ دهرٍ مسلّطٍ | تُطالعني في كلِّ فجِّ طوارقُهْ |
وملتفتٌ فى إثرِ ماضٍ مغرّبٍ | تراماهُ أجراعُ الرَّدَى وأَبارقُهْ |
فثلمٌ على ثلمٍ ورزءٌ مضاعفٌ | على فتقِ رُزْءٍ ضلَّ بالدَّهرِ راتقُهْ |
مصائبُ لو أُنزِلْنَ بالشَّمسِ لم تُنِرْ | وبالبدر لم تمددْ بليلٍ سرادقهْ |
فمُعْتَبَطٌ خُولِسْتُهُ ومؤجَّلٌ | تلبَّثَ حتّى خِلْتني لا أُفارقُهْ |
تجافى الرّدى عنه فلمّا أمنتهُ | سقانى َ فيه مرَّ ما أنا ذائقهْ |
فسُرَّ به قلبي فغالَ مسَرَّتِي | زمانٌ ظلومٌ للسُّرورِ يسارقُهْ |
أرى يومه يومى وأشعرُ فقده | بأنِّي وإنْ طالَ التلَوُّمُ لاحقُهْ |
وكم صاحبٍ علّقتهُ فتقطّعتْ | بأيدي المنايا من يديَّ علائقُهْ |
وكيف صفاءُ العيش للمرء بعد ما | تغيّبَ عنه رهطهُ وأصادقهْ ؟ |
فللهِ أعوادٌ حَمَلْنَ عشيَّة ً | خبِيئة َ بيتٍ لا يَرى السَّوءَ طارقُهْ |
على الكرمِ الفضفاضِ لطّتْ ستورهُ | وبالبرِّ والمعروفِ سدّتْ مخارقهْ |
وليس به إلاّ العفافُ وما انطوتْ | على غيرِ ما يُرضي الإلهَ نمارِقُهْ |
قيامُ سوادِ اللَّيل يَنْدَى ظلامُهُ | وصومُ بياضِ اليومِ تُحمَى ودائِقُهْ |
فتدنى كما شاءتْ وما شئتُ أنّها | فدتنى ولا كان الذى حمَّ سابقهْ |
ولو أنّنى أنصفتها من رعايتى | وقابلته رزاءًا بما هو لائقهْ |
لأكرعتُ نفسي بعدها مَكرعَ الرَّدى | تُصابحُه حزناً لها وتغابقُهْ |
سقى جدثاً - أصبحت فيه - مجلجلٌ | رواعدهُ ما تنجلى وبوارقهْ |
يطيحُ الصّدا الدّفّاعُ منه وترتوى | مغاربُهُ من فيضهِ ومشارقُهْ |
لئن غبتِ عن عينى فربّ مغيّبٍ | يروحُ وأبصارُ القلوبِ روامقُهْ |