لنا من ثناياكِ الغَرِيضُ المُرَشَّفُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لنا من ثناياكِ الغَرِيضُ المُرَشَّفُ | وفى الدّرع غضُّ البانة ِ المتعطّفُ |
وأنتِ وإنْلم نلق عندك راحة ً | أحَبُّ إلينا من سواكِ وأَشغفُ |
وسَوَّفْتِنا بالوصلِ منك وربَّما | قضى دون وصلٍ لم ينله المسوّفُ |
وما الحبُّ إلاَّ ذلّة ٌ وطماعة ٌ | جناها عليه فائلُ الرّأى مسرفُ |
ولولا الهوى ما ذلَّ ذو خُنْزُوانَة ٍ | ولا كان من لا يعرف الضّعفَ يضعفُ |
ولمّا لَحقنا بالحُمولِ عشيَّة ً | وفيهنّ مودودُ الشّمائلِ أهيفُ |
مشَى في حَيازيمي الغرامُ كأنَّما | مشَتْ فيَّ حمراءُ الغلائلِ قَرْقَفُ |
وما كانَ عندي أنَّ قلبي يصيدُهُ | بمُقلتهِ ذاكَ الغزالُ المُشَنَّفُ |
ضَعيفٌ ولكنَّ الذي في فؤادهِ | بلابلُ من وجدٍ به منه أضعفُ |
فيا دارهمْ سقّاك من شعفٍ بهمْ | سِجالاً منَ النَّوْءِ السِّماكينِ أَوْطَفْ |
إذا لاحَ منه أسحمٌ متهدِّلٌ | تقول المطايا بالحدوج ترجّفُ |
ولا زال منه بارقٌ متلهّبٌ | عليك وإلاّ راعدٌ مُتقصِّفُ |
إلى أنْ يؤوب الرّوضُ فيك كأنّه | نجومُ سماءٍ أو رداءٌ مُفَوَّفُ |
وأذكَرَني نجداً على شَحْطِ نَأْيِها | ونحن بأرض الغورِ نكباءُ حرجفُ |
تهُبُّ برَيّا مَن أودُّ لقاءَه | ومن دونه سهبٌ عريضٌ ونفنفُ |
أيفخرُ قومٌ ما لهمْ مثلُ مفخرى | وأينَ منَ النَّهْجِ القويمِ التَعَسُّفُ |
ولي فوقَ أسماكِ المجرَّة ِ منزلٌ | وفى موقف الزّهرِ الكواكبِ موقفُ |
وقومي الأُلى لمَّا توقَّفَ مَعْشرٌ | عن الذّروة ِ العلياءِ لم يتوقّفوا |
كرامٌ متَى سِيموا الدَّنِيَّة َ يَعزِفوا | وإنْ شهدوا نجوى العضيهة ِ يصدفوا |
وإنْ ركبوا ظَهراً منَ الفخرِ أردفوا | وإنْ طلبوا شيئاً من الذّكر ألحفوا |
وما فيهمُ إلاّ الذى يشهد الوغى | فيُحيي بها من ذا يشاء ويُتْلِفُ |
وإنْ أنهبَ الأموالَ جودُ أكفّهمْ | أفاؤوا بأطرافِ الرِّماح وأخلفوا |
فلا عيبَ إلاّ ما ادّعاه عدوّهمْ | وما قال فيهمْ حاسدٌ متشنّفُ |
إِذا سَحبوا البُرْدَ اليمانيَّ وارتدوا | وأرخَوْا مُلاءً للقناعِ وأغدَفوا |
وفاحوا فأخزوا نشرَ كلِّ نطيمة ٍ | ذكاء وعرفُ الفاطيّين يعرفُ |
رأيتَ رجالاً كالّيوثِ وفتية ً | كما سامَ ذاك الزّاجرُ المُتَعَيِّفُ |
بهاليلَ وهّابين كلَّ نفيسة ٍ | إذا ضنَّ بالنَّيْلِ البخيلُ المُطَفَّفُ |
تراهُمْ على قَصْدٍ فإنْ هتفَ النَّدَى | بأموالهمْ أعطَوْا كثيراً وأسرفوا |
لنا فى قريشٍ كلّما لنبّيهمْ | ومن بينهمْ ذاك السّتارُ المسجّفُ |
فإنْ مَسحوا أركانَهُ فبذكرِنا | ويَدْعو بِنا إِنْ طوَّفَ المتطوِّفُ |
ونحنُ نصرناهُ بأُحْدٍ وخَيْبَرٍ | وقد فرّ عنه ناصروه فأرجفوا |
ونحن فَديْناهُ الرَّدَى في فراشهِ | وللموتِ إرْقالٌ إليهِ وعَجْرَفُ |
وآثَرَنا دونَ الأنامِ بصِهْرِهِ | وقد ذيدَ عنه الطّالبُ المتشوّفُ |
وأسكننا يومَ العباءة ِ وسطها | وألبابُ من لم يعطَ ذاك ترجّفُ |