ليتَ أنّا لمّا فَقَدْنا الهُجوعا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ليتَ أنّا لمّا فَقَدْنا الهُجوعا | وهو إلفٌ لنا فقدنا الدموعا |
حاشَ للهِ أنْ أكونَ وقد فا | رقت أهلَ الخيام يوماً قنوعا |
من يغيب عنه ساكن الدار لا يس | أل إلا طلولها والربوعا |
لو علمنا أنَّ الفراقَ طويلٌ | لأَطَلْنا يومَ النَّوى التَّوْديعا |
لارعى الله للوشاة ِ ولا نا | دَوْا مُجيباً في النَّائباتِ سَميعا |
قد أضاع الذين كانوا على العه | د عهودي ومارأوني مضيعا |
وبَلَوْنا منَ الغرام بما لَوْ | كان من غيرهم لكان وجيعا |
قل لطيف الخيال ليلة هوم | نا بنجدٍ إلا طرقت هزيعا؟ |
والمطايا منَ الكلالِ على رَمْـ | ـلٍ زَرودٍ قدِ افترشنَ الضُّلوعا |
ماعَلى من يَحُلُّ بالغَوْرِ لو با | ت لنا طيفه بنجد ضجيعا؟! |
خادعونا بالزور منك عن الحقِّ | فما زال ذو الهوى مخدوعا |
وكِلونا إلى النُّزُوعِ عن الحبْ | بِ وهيهاتَ أنْ نريدَ النُّزوعا |
واطلبوا إنْ وجدتُمْ كاتماً للْـ | ـسِرِّ فيكُم فقد وجَدْنا المُذيعا |
أيّها النّاخل الرّجال يرجّى | رجلاً واحداً لخلٍّ مُطيعا |
كن أخا نفسك التي أنت منها آمنٌ | آمنٌ واحذرِ الأنامَ جميعا |
لاتُصخْ نحوَهُمْ بسمعٍ فكم لا | موا وقوراً منهم وأعفوا خليعا |
ومتى يضمك ريبٌ فلا تب | ـدِ خضوعاً ولاتُطأطىء خُشوعا |
مايضرُّ الفتَى إِذا صحَّ عِرْضاً | أنْ يَرى النَّاسُ ثوبَهُ مَرقوعا |
إن فخْرَ الملوكِ أودعَ عندي | نعماً أخفتِ النهار طلوعا |
كل يومٍ أُثنى بفعلٍ كريمٍ | جاءني منه أو أعدُّ صنيعا |
مأثراتٌ ما نلتها بوسيلٍ | لي منه ولادعوتُ شفيعا |
وإذا ما مضَتْ عليها اللّيالي | زدتُ فيها نَضارة ً ونُصوعا |
ورجالٌ راموا مداهُ وقد فا | تَ، فراموا ما يُعجزُ المستطيعا |
قد رأَوْهُ بالأمسِ يحمي عنِ المُلْـ | وك عداه فما رأوه جزوعا |
ورأوْا في يديهِ بِيضَ المواضي | في ذرا الهام سجداً وركوعا |
وإذا صِينَ بالدُّروعِ جُسومٌ | جعل الطّعنَ للجسوم دروعا |
قد ركبتمْ فما ركبتمْ عظيماً | وبنيتُم فما بنيتُمْ رفيعا |
وجهدتم أن تدركوا سورة العزِّ فكانت منكم سراباً لموعا | زِ فكانت منكمْ سَراباً لَموعا |
وسئلتم فما بذلتم وماسا | وى بذولٌ في المكرمات منوعا |
لايمل الإرمام إن وادعوه | وأخو طَيْشة ٍ إِذا هوَ رِيعا |
يا إله الورى الذي ملأ الأر | ضَ بهِ رأفة ً وأمْناً وَسِيعا |
كن له جانباً حريزاً من الخو | ف وحصناً من الخطوبِ منيعا |
وأقله صرع الزمان فكم أن | قذ من نبوة ِ الزمان صريعا |