لغيرِ الغواني ماتُجِنُّ الأضالعُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لغيرِ الغواني ماتُجِنُّ الأضالعُ | وغير التّصابي ما أرتهُ المدامعُ |
وياقلب ما أزمعت عوداً إلى الصبا | فتطمعَ في أنْ تَزْدَهِيكَ المطامعُ |
تضيقُ لأِنْ أرسَى بساحتِك الهوَى | وأنت على ما أحرج الدهر واسعُ |
ويوم اختلسنا من يد الحذرِ لحظة ً | وقد آذَنَتْنا بالفراقِ الأصابعُ |
عذرت امرءاً أبدى الأسى وهو حازمٌ | وصمَّ على عُذّالهِ وهْو سامعُ |
خليليَّ إن الدهر جمٌ عديده | ولكنَّه ممَّنْ أُحِبُّ بَلاقعُ |
وخُبِّرْتُما أنَّ الوفاءَ تَقارضٌ | فمالي أُعاطي صفوَهُ مَن يُمانعُ؟ |
ألا في بشاشات الرّجال ودونها | جوانحُ في أثنائها الغيظُ ناقعُ |
ومازالت الأيامُ مثنى وموحداً | يراوِدْن مِنِّي شِيمة ً لا تُطاوعُ |
رضِيتُ بميسورِ الحظوظ قناعة ً | إذا امتدّ في غيِّ الطماعة ِ قانعُ |
وعوراءَ يستدعي النفوسَ اقترافها | تنكبها ناءٍ عن السوء نازعُ |
تحيَّزْتُ عنها لا أهمُّ بوَصْلها | كما أنحاز عن ضمن العذارين خالعُ |
وشُمٍّ من الفتيان حصنت سرهم | وسر الفتى مابين جنبيه ذائعُ |
سروا يسألون الدهر مافي غيوبه | وليس لهم غير التجاربِ شافعُ |
إذا صُدَّ عن نُجحِ المطالبِ جاهدٌ | تخلَّفَ عن كسبِ المحامدِ وادِعُ |
إِليكَ ذعرتُ الهِيمَ عن كلِّ بُغيّة ٍ | أسفُّ إلى أمثالها وأُسارعُ |
وسومتها يسترجف الأرض مرّها | وتحيي سواد الليل والفجر طالعُ |
ولولاكَ لمَ تَنْفُضْ حَشاي مَسرَّة ٌ | ولو كثرت منها إلى الذرائعُ |
وأنتَ الذي لو لم أفِضْ في ثنائِهِ | تحمل عني القول ماهو صانعُ |
شديدُ ثباتِ الرّأي بينَ مواطنٍ | رياحُ الخطوبِ بينهنَّ زعازعُ |
وَقورٌ فإنْ لاذتْ به أرْيحيَّة ٌ | فلا الحِلمُ مَغْبونٌ ولا الجَدُّ خاشعُ |
ويقظان ماضامَ التفرد حزمه | ولا قبضت من يسطتيه المجامعُ |
تقصَّتْ نهاياتِ المعالي أُصولُه | وساعَفَها فرعٌ على النَّجمٍ فارعُ |
كريمٌ إذا هزَّ الرّجاءُ عطاءَهُ | تقاصر باع الغيث والغيث هامعُ |
رمى وله الحسادِ قرمٌ مصممٌ | بيأس تحرته النفوس النوازعُ |
إذا بادَروهُ المأثُراتِ شآهُمُ | ودونَ المَدى منهمْ طليحٌ وظالعُ |
ودون بلوغِ الطّالبين مكانَه | طريقٌ على ربِّ الحفيظة شاسِعُ |
وكم بحثوهُ عن خَفايا عيوبهِ | فشاعت معانٍ تصطفيها المسامعُ |
وما الناس إلا واحد غيرَ أنهم | تفاوَتْ منهمْ في الفِعال الطّبائعُ |
فداؤك من يتلو الندى بندامة ٍ | وقد مَرَقَتْ من راحتيهِ الصَّنائعُ |
بعيدٌ عن الآمال لا يستخفه | سؤال ولا يرجو عطاياه طامعُ |
وهزُّوك مسنونَ الغِرارين أُخلصتْ | نواحيه واجتاحت قذاه الوقائعُ |
ولمّا نَبَتْ آراؤهمْ وأَظَلَّهم | منَ الأمرِ مسوَدُّ المخايلِ رائعُ |
تداركْتَهمْ والشَّملُ قد رثَّ حبلُهُ | وأضرب عن مستشرى الخرق راقعُ |
بعزم به مستسلف النصرِ كافلٌ | حزمٌ به مستأنف النجحِ تابعُ |
كفيتَهمُ الدَّاني وشَيَّعْتَ مامضَى | برأي توخاه الذي هو واقعُ |
يجرُّ أباطيلَ الحديثِ إذا ارتقَى | إلى فَهمِهِ ذكرٌ لمجدِك شائعُ |
إذا أبْهَتَتْه من مَساعيك خَلَّة ٌ | تمنَّى لها أنَّ العيونَ هواجعُ |
ندبت له حلماً يداوي شروره | وبعضُ الحِجافي مُلتَوي الجهلِ ضائعُ |
تراخ وخفّض من همومك فالذي | تطالبُهُ الآمالُ ما أنتَ جامعُ |
وقد راجعت تلك الأمور وأقبلت | إليك بما تهوى سنون رواجعُ |
وخلفُ الذي ارخى به الدّهر كفّه | حقوقٌ لها هذي الوفود طلائعُ |
نضوت زمان الصّوم عنك كما نضا | رداء الحياسبط من الروض يانعُ |
وماالعيد إلا ما صبحت طلوعه | وبلَّجهُ فجرٌ بوجهك ساطعُ |
وهنيته عمر الزمان مسلماً | يفوت الردى أو تختطيك الفجائعُ |