أَأُسْقَى نَميرَ الماءِ ثمَّ يَلَذُّ لي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَأُسْقَى نَميرَ الماءِ ثمَّ يَلَذُّ لي | ودورُكُمُ آلَ الرّسولِ خَلاءُ؟ |
أنتم كما شاءَ الشَّتاتُ ولستمُ | كما شِئْتُمْ في عيشة ٍ وأشاءُ |
تُذاودون عن ماء الفُراتِ وكارعٌ | به إبلٌ للغادرينَ وشاءُ |
تَنَشَّرُ منْكُمْ في القَواءِ مَعاشرٌ | كأنّهُمُ للمبصرين مُلاءُ |
ألا إنّ يومَ الطفّ أدمى محاجراً | وأدوى قلوباً ما لهنَّ دواءُ |
وإنّ مصيباتِ الزّمان كثيرة ٌ | وربّ مصابٍ ليس فيه عزاءُ |
أرى طَخْية ً فينا فأين صباحُها | وداءً على داءٍ فأين شفاءُ؟ |
وبين تراقينا قلوبٌ صديئة ٌ | يُرادُ لها لو أُعطِيَتْهُ جَلاءُ |
فيا لائماً في دمعتي أو مُفّنِّدًا | على لوعتي واللَّومُ منه عَناءُ! |
فما لكَ منِّي اليومَ إلا تَلهُّفٌ | وما لكَ إلاّ زَفرة ٌ وبُكاءُ |
وهل لي سُلوانٌ وآلُ محمدٍ | شريدُهُمُ ما حانَ منه ثَواءُ |
تُصَدُّ عنِ الرَّوْحاتِ أيدي مطيِّهمْ | ويُزوى عَطاءٌ دونهم وحِباءُ |
كأنَّهُمُ نسلٌ لغيرِ محمدٍ | ومن شَعبهِ أو حزبهِ بُعداءُ |
فيا أنجمًا يُهْدَى إلى اللهِ نورُها | وإن حالَ عنها بالغبيِّ غباءُ |
فإنْ يكُ قومٌ وُصلة ً لجهنَّمٍ | فأنتمْ إلى خُلدِ الجنانِ رِشاءُ |
دعوا قلبِيَ المحزنَ فيكم يَهيجُهُ | صَباحٌ على أُخراكُم ومساءُ |
فليس دموعي من جفوني وإنَّما | تقاطَرْنَ من قلبي فيهنَّ دماءُ |
إذا لم تكونوا فالحياة منَيَّة ٌ | ولا خير فيها والبقاءُ فَناءُ |
وإمّا شَقيتمْ في الزّمان فإنّما | نَعيمي إذا لم تلبسوهُ شَقاءُ |
لَحا اللهُ قومًا لم يجازوا جميلَكُم | لأنَّكُمُ أحسنتُمُ وأساؤا |
ولا انْتاشَهُمْ عندَ المكارهِ مُنهِضٌ | ولا مَسَّهُمْ يومَ البلاءِ جَزاءُ |
سَقى اللهُ أجداثاً طُوِينَ عليكُمُ | ولا زال مُنْهلاًّ بهنَّ رِواءُ |
يسيرُ إليهنَّ الغمام وخلفه | زماجِرُ مِن قَعقاعِه وحُداءُ |
كأنَّ بوادِيهِ العِشارُ تَروَّحَتْ | لهنّ حنين دائمٌ ورُغاءُ |
ومَن كان يُسقى في الجنانِ كرامة ً | فلا مسّه من ذي السحائب ماءُ |