قل لعيني لاتملأ الدموعا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قل لعيني لاتملأ الدموعا | تارة أدمعاً وأخرى نجيعا |
ودعا الفكر في الهجوع فيأبى | لكما الرَّزءُ أنْ تَذوقا الهُجوعا |
إن هذا الخطبَ الفظيعَ وماشا | هدتُما مِن سواهُ خطباً فظيعا |
أيُّها الآملُ الحياة َ وما يخـ | شى غروباً كما يرجى طلوعا |
والَّذي يرفعُ القصورَ كأنَّ الــْد | هرَ أعفَى بناءَه المرفوعا |
قد رأينا كما رأيتَ عليّاً | في الثُّريا حلّ التراب صريعا |
ـيامِ هذا التّخويفَ والتَّرْويعا | وإذا ماعلوت إلا الوقوعا |
وإلى كم تكونُ في هذه الدُّنـ | ـيا أسيراً معلَّلاً مَخْدوعا |
هل ترى إن رايت إلا خداعاً | وسراباً في كلِّ قاعٍ لموعا؟ |
ولِباساً متى تشاءُ الليالي | كان عنّا محوَّلا مَنْزوعا |
لم تدع حادثات هذي الليالي | عندنا تابعاً ولا مَتْبوعا |
ولو أني أنصفتُ نفسي لصّير | ت سلامي على الورى توديعا |
وإذا لم تدع صروف الليالي | لي أُصولاً فكيفَ أرجو فروعا |
أينَ قومٌ كانوا على الليل صُبحاً | لايوارى وفي الجدوب ربيعا؟ |
اين من كان للردى طارداً بال | ـبأسِ عنّا وبالنَّدى يُنْبوعا |
فتراهُمْ من بعدِ عزٍّ عزيزٍ | في بطون الثرى جثوماً خشوعا |
ليت دهراً أعطى وعاد إلينا | مسترداً لذاك كان منوعا |
وإذا لم يكن سوى الموت فالما | ضي بطيئاً كمن يموتُ سريعا |
قُل لناعي أبي عليٍّ: ألا ليـ | ـتَ الذي قلتَ لم يكُنْ مَسْموعا |
إن روعاً ألقيت في الرُّعِ منِّي | يوم خبّرت لم يدع لي روعا |
سَلِّ غيري فليسَ كلُّ جَزوعٍ | عضه الرّزء كان مثلي جزوعا |
لم أكنْ قانعاً بشيءٍ منَ الدَّهـ | ر وعلقته فصرت قنوعا |
كانَ تِرْبي وصاحبي وإِذا ما | خفتُ حصناً من الخطوب منيعا |
وله الذكر خالداً كلما أخ | ـلِقَ ذكرٌ سِواهُ عادَ نَصوعا |
وحياتي مثل الممات إذا فا | رَقْتُ من كانَ لي جَناباً مَريعا |
أنت أوسعتهم وقد أعضل الخط | ـبُ مقالاً كفاهُمُ وصنيعا |
كم أصاخوا غليك والرأي شورى | وأجابوا نداءك المسموعا |
ما أبالي إذا حفظت عهوداً | لصديقي من كان غيري مضيعا |
قد عمرنا كما نشاء اشتراكاً | واشتباكاً وصبوة ً ونزوعا |
وامتَزَجْنا حتَّى جعلتُكَ لمّا | غِبتَ عن مقلتي لجَدِّي ضَجيعا |
ـهِ إِليهِ ع | شيَّة ً وهزيعا |
وإذا مادعوتَ ربك فيه | وسألت العظيم كان سميعا |
وجِوارٍ لمن إذا كنتَ مَوْقُو | ذاً منَ السَّيِّئاتِ كانَ شفيعا |
فهنيئاً بأن سكنتَ رباعاً | كنّ للغرّىل موسى ربوعا |
وإذا لم يكن لهم يومَ حشرٍ | روعة ٌ تتقى فلست مروعا |
وإذا ماشفاههم كرعت ثمَّ زلالاً فيه كروعا | مْ كرِعَتْ ثَمْ |
وسقى الله تربة ً أنت فيها | مَ زُلالاً أصبحتَ فيه كَروعا |