لم يبق في تلك الرسوم بمنعج
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لمْ يَبقَ، في تلكَ الرّسُومِ بمَنْعِجِ، | إمّا سَألْتَ، مُعَرَّجٌ لِمُعَرِّجِ |
آثَارُ نُؤيٍ، بالفِنَاءِ، مُثَلَّمٍ، | وَرِمَامُ أشعَثَ بالعَرَاءِ مُشَجَّجِ |
دِمَنٌ، كمِثلِ طَرَائقِ الوَشيِ انجَلَتْ | لمَعَاتُهُنّ مِنَ الرّداءِ المُنْهَجِ |
يَضْعُفْنَ عَنْ إذكارِنا عَهدَ الصّبَا | أوْ أنْ يَهِجْنَ صَبَابَةً لَمْ تَهْتَجِ |
وَلَرُبّ عَيشٍ قَدْ تَبَسّمَ ضَاحِكاً | عَنْ طُرّتَيْ زَمَنٍ، بِهِنّ مُدَبَّجِ |
مِنْ قَبْلِ داعِيَةِ الفِرَاقِ، وَرِحلةٍ | مَنَعَتْ مُغَازَلَةَ الغَزَالِ الأدْعَجِ |
رَفَعُوا الهَوَادِجَ مُعْتِمِينَ، فما ترَى | إلاّ تلالؤ كَوْكَبٍ في هَوْدَجِ |
أمْثَالُ بَيْضَاتِ النّعَامِ، يَهُزُّها | للبُعْدِ أمْثَالُ النّعَامِ الهُدّجِ |
لأُكَلّفَنّ العِيسَ أبْعَدَ غَايَةٍ، | يَجرِي إلَيْهَا خائِفٌ، أوْ مُرْتَجِ |
وَإلى سَرَاةِ بَني حُمَيْدٍ، إنّهمْ | أمسَوْا كَواكبَ مَذحِجِ ابنةِ مَذحِجِ |
آسَادُ حَرْبٍ، فالعَدُوُّ بِهِمْ رَدٍ، | وَبُنَاةُ مَجدٍ، فالحَسودُ بهمْ شَجي |
لا يَحْسَبُونَ قُبورَهمْ في غُرْبَةٍ، | وَلَوَ انّهَا مَضْرُوحَةٌ بالزّأبَجِ |
ضَرَبُوا بقَارِعَةِ الثّنَاءِ قِبَابَهُمْ، | فغَدَتْ علَيهِمْ وَهيَ أسْبَلُ مَنهَجِ |
سَادوا، وَسَادَهُمُ الأغَرُّ مُحَمّدٌ، | بِخلالِ أبْلَخَ في الهَزَاهِزِ، أبْلَجِ |
بَكَرُوا وَأدْلَجَ طالبي مَجْدٍ، وَهلْ | يَتَعَلّقُ الغَادي بشَأوِ المُدْلِجِ |
فَسَمَا لأعْلَى رُتْبَةٍ، فاحْتَلّهَا | سَبْقاً، وَبُرْجُ الشّمسِ أعلى الأبرُجِ |
جِئْنَاهُ، إذْ لا التُّرْبُ في أفْنَائِهِ | يَبْسٌ، وَلا بابُ العَطَاءِ بمُرْتَجِ |
وَالبَيْتُ، لَوْلا أنّ فيهِ فَضِيلَةً، | يَعْلُو البُيُوتَ بفَضْلِها، لم يُحجَجِ |
بَطَلٌ يَخوضُ الخَيلَ وَهيَ سَوَائل | خَلفَ الأسِنّةِ، وَهوَ غَيرُ مُدَجَّجِ |
وَإذا احتُبي في أسْوَدانَ لسُؤدَدٍ، | أعْطَاكَ حَبْوَةَ حاتِمٍ في الحَشرَجِ |
مُتَخَلّقٌ مِنْ حُسْنِ كُلّ خَليقَةٍ، | كَعُطَارِدٍ في طَبْعِهِ المُتَمَزِّجِ |
تالله أيّتمَا يَدٌ لَكَ مَنْ يَرُمْ | ضَحضَاحَ نائلِها الجَزِيلِ يُلَجلِجِ |
أزِفَ الفِرَاقُ فنَحنُ سَفْرٌ في غَدٍ، | بالهَجرِ من دعوَى التّرَحّلِ نَنْتَجي |
وَهْوَ المَسيرُ إلى الخليج لينة | لَوْلا ابنُ يوسُفَ لمْ نَشُطَّ فنَخلَجِ |
مُتَكَلّفاً أجْيَالَ صَاغِرَةٍ بِنَا، | عَجِلاً، يُكَلّفُنا طِعانَ الأعْلُجِ |
فأعِنْ عَلى غَزْوِ العَدُوّ بِمُنْطَوٍ | أحْشاؤهُ، طَيَّ للكِتابِ المُدْرَجِ |
إمّا بأشْقَرَ ساطِعٍ، أغشَى الوَغَى | مِنْهُ بمِثْلِ الكَوْكَبِ المُتَأجِّجِ |
مُتَسَرْبِلٍ شِيَةً طَلَتْ أعْطافَهُ | بدَمٍ فَما تَلْقَاهُ غَيرَ مُضَرَّجِ |
أوْ أدْهَمٍ صَافي السّوَادِ، كَأنّهُ | تَحتَ الكَميّ مُظَهَّرٌ بِيَرَنْدَجِ |
ضَرَمٌ، يَهيجُ السّوْطُ، من شُؤبُوبِه، | هَيجَ الجَنائبِ من حَرِيقِ العَرْفَجِ |
خَفّتْ مَوَاقِعُ وَطْئِهِ، فَلَوَ انّهُ | يَجْرُي برَمْلَةِ عَالِجٍ لمْ يُرْهِجِ |
أوْ أشْهَبٍ يَقَقٍ، يُضِيءُ وَرَاءَهُ | مَتْنٌ كمَتْنِ اللّجّةِ المُتَرَجْرِجِ |
تَخفى الحُجولُ، وَلوْ بَلَغنَ لَبانَهُ، | في أبْيَضٍ مُتَألّقٍ كالدُّمْلُجِ |
أوْفَى بعُرْفٍ أسْوَدٍ، مُتَغَرْبِبٍ، | فيما يَليهِ، وَحَافِرٍ فَيْرُوزَجي |
أوْ أبْلَقٍ يَلْقَى العُيُونَ، إذا بَدا، | مِنْ كلّ لَوْنٍ مُعجِبٍ بِنمُوذَجِ |
جَذْلانُ، تحسُدُه الجيادُ إذا مَشَى | عَنقاً بأحْسَنِ حُلّةٍ لَمْ تُنْسَجِ |
أرْمي بهِ شَوْكَ القَنَا، وَأرُدُّهُ | كالسّمعِ أثّرَ فيهِ شَوْكُ العَوْسَجِ |
وَأقَبُّ، نَهْدٌ، للصّوَاهِلِ شَطْرُهُ، | يَوْمَ الفَخارِ، وَشَطْرُهُ للشُّحَجِ |
خِرْقٌ، يَتيهُ عَلى أبيهِ، وَيَدّعي | عَصَبِيّةً لبَني الضَّبيبِ، وَأعْوَجِ |
مِثْلُ المُذَرَّعِ جَاءَ بَينَ عُمُومَةٍ | في غافِقٍ، وَخؤُولَةٍ في الخَزْرَجِ |
لا دَيْزَجٌ يَصِفُ الرّمادَ، ولَمْ أجِدْ | حَالاً تُحَسِّنُ مِنْ رُوَاءِ الدّيزَجِ |
وَعَرِيضِ أعْلَى المَتْنِ لَوْ عَلّيْتَه | بالزّئْبَقِ المُنْهَالِ لَمْ يَتَرَجْرَجِ |
خَاضَتْ قَوَائِمُهُ، الوَثيقُ بِناؤها، | أمْوَاجَ تَحْنيبٍ بهِنّ مُدَرَّجِ |
وَلأنْتَ أبْعَدُ في السماحة، هِمّةً، | مِنْ أنْ تَضَنّ بمُوكَفٍ أوْ مُسرَجِ |
لا أنْسَيَنْ زَمَناً لَدَيْكَ مُهُدَّباً، | وَظِلالَ عَيشٍ كان عندكَ سَجسَجِ |
في نِعْمَةٍ أُوطِنْتُهَا وَأقَمتُ في | أفْيَائِهَا، فكأنّني في مَنْبِجِ |