يا فضل فيم الصدود والغضب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا فضل فيم الصدود والغضب | أم فيم حبل الصفاء منقضب |
أم فيم هجران هائم بكم | تقصونه دائبا ويقترب؟ |
هذا لذنب، فلن أعود له | ما أعقبت ريح شمأل نكب |
أم دب لي كاشح فأضرم لي | عندك ناراً بالإفك تلتهب |
يا فضل أشمت بي العداة، وقد | أعطيتهم في فوق ما طلبوا |
صدك عني وجفوة حدثت | من صاحب غال وده العطب |
كان صديقاً، فصار معرفة | بعد، كذاك القلوب تنقلب |
إني لباك عليه ما طرقت | عين، وما فاض دمعها السرب |
بكاء محزونة على ولد | لم يغن عنها الإشفاق والحدب |
أندب حيا ماتت مودته | طوراً، وطوراً عليه أنتحب |
باخ سنا نار وده فخبا | وكان حينا لناره لهب |
قد كنت آتيه للسلام فلا | تسترني عن لقائه الحجب |
قد كان يبدي وداً وتكرمة | إذ مشرع الود بيننا عقب |
إذ أنا في عنفوان منزلة | تكرمني مرة لها العرب |
تظلني للملوك أسمية | أمطارهن اللجين والذهب |
في خفض عيش وظل مملكة | قد كان يصفو لما بها الحلب |
حتى إذا ما الزمان أعوص بي، | والدهر فينا لصرفه نوب |
أغلق دوني باب الصفاء كأن | لم يك بيني وبينه سبب |
يا صاحباً لم أخف تغيره | ما هكذا فعل من له أدب |
مالي - وكنت الصديق آمله | وأرتجي نفعه وأرتقب - |
آتيك سعياً معفراً قدمي | يحفزني الشوق ثم تحتجب |
عني، كأني إذا أتيتكم | مسلماً شارف بها جرب |
ثمة حجابك الجفاة إذا استا | ذنت هروا علي أو قطبوا |
ليس جزاء القئول فيك بما | تقصر عنه الصفات والخطب |
هذا لعمري، و الحر لا يرتضي الـ | ـهون، وإن قل عنده النشب |
يا فضل لا أحمل الجفاء ولي | في الأرض مندوحة ومضطرب |
هيهات هيهات، لا أهون ولي | عمن جفاني منادح رحب |
تمنعني نبعة معرسة | لا قادح شانها ولا قلب |
عن حمل ما في احتماله ضعة | حتى يواري عظامي الترب |
يا فضل لي مقول أقول به | عضب، إذا ما هززته، ذرب |
تحجزني عنك حرمة قدمت | وخلة ما يشينها كذب |
كم من عدو أرغمت معطسه | فيك، وكم فيك هزني الغضب |
على رجال إذا هم قدحوا | فيك فبيني وبينهم نحب |
إن حصل الناس في فعالهم | كنت الذي أصطفي وأنتخب |
أجعلك الفذ من قداحهم | إذا أجيلت، وإن هم غضبوا |
ثم أراني لديك مطرحاً | أجفى على حرمتي وأجتنب |