أرشيف المقالات

العراق فريسة الروافض و«داعش» وإيران وأمريكا!! - إبراهيم بيدون

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
لا زالت أرض هارون الرشيد والإمام أحمد، أرض عاصمة الإسلام بغداد، أرض الحضارة والملاحم، تعيش الفتن تلو الفتن في العقود الأخيرة..
فمنذ أن حكمها حزب البعث بقبضته الحديدية إلى أن سقط صنم صدام حسين البعثي، ليتحول لصدام الذي انتصر لشعبه وللإصلاح والتنمية مع إصلاح علاقته بدينه رحمه الله في أواخر حياته، والعراق تعيش الفتن والفتن..
حرب الخليج بأمرٍ من صدام البعثي، وما عرفته البلاد من تدمير وتخريب، لكبح جماحه، سنوات من الحصار والتجويع للشعب العراقي باسم النظام العالمي الجديد..
الحرب الأمريكية على العراق بدعم دولٍ غربية على رأسها بريطانيا بحجة وخديعة أسلحة الدمار الشامل..
سقوط بغداد، وخيانة روافض العراق، وإعدام صدام رمز السُنة يوم عيد الأضحى من طرف أمريكا والروافض، كانت بذرة داعش قد ظهرت قبل ذلك، لكنها أثمرت وأينعت شجرتها بعد ذلك السقوط..
وذاب البعث العراقي، وأخرج الآلاف من سجن أبو غريب، وبمباركة السفاح المدمر الذي جوّع وقتل مئات الآلاف من العراقيين، أمريكا، تم التمكين للروافض الذين يدينون -أينما تواجدوا- بالولاء لإيران، وسيطروا على الحكم وتتابعوا على كراسيه -بتوجيه ولاية الفقيه بإيران-، واستمر النهب الغربي واستنزاف ثروات البلاد، ومشاريع القتل والتخريب..
شُنت حملات طردٍ وتطهيرٍ جماعي رهيبة لأهل السنة والجماعة في عددٍ كبيرٍ من مدن ومحافظات العراق (قتل، اعتقالات، اغتصاب، تفجيرات واغتيالات..
وتمثيل بالجثث..  ونزوح كبير...)
..
أعلنت داعش قيام دولتها الطائفية في العراق والشام بعدما انفصلت عن القاعدة، بل صارت تحاربها..
ثم قامت ثورةٌ سُنية وشعبية ضد التمرد الرافضي وسياساته القمعية في حق أهل السُنة، وصلت إلى مستوى متقدم، قبل أن يتم خسفها بتمكين حكومة العراق الشيعية لداعش من احتلال الموصل، وبسط نفوذها على جزءٍ من العراق كما بسطت قبل ذلك قوتها في سوريا ..
نعم، تركت القوات العراقية الموصل بآلاتها الحربية وأموالها المدخرة غنيمةً لداعش، التي استغلت ذلك في خوض حرب تضرر منها العراق كثيرًا، حتى يبسط هذا الكيان الجديد المتطرف نفوذه في العراق وسوريا، وهنا أعلن زعيم "داعش" قيام الخلافة!! وأن على المسلمين في جميع أقطار العالم مبايعته والإذعان لأوامره، والهجرة إليه!.
تشرذمت العراق أكثر فأكثر (فقد استقلت ذاتيًا المنطقة الكردية سابقًا)، ودخلت الدولة في أتون واقعٍ جديد لا ملامح لوجود حلٍ فيه..
جاء التحالف العالمي (غربًا وعربًا وعجمًا) بقيادة أمريكا ليرمي العراق من جديد بقنابله وصواريخه بحجة محاربة "داعش"، زيادة تخريب وتدمير وقتلٍ للبشر والشجر بل حتى الحجر..
ثم اليوم، وبعد أن أفشلت ثورة العراقيين وبعد أن خلقت شماعة "داعش"، قام الجيش العراقي-الإيراني بحشوده وجنرالات بغداد وطهران..
تحت يافطة "محاربة داعش"، بشن حرب تحرق الأخضر واليابس، وتبيد العراقيين المدنيين، قبل المسلحين الداعشيين، وقد تابع الجميع وشاهد مقاطع وصور جرائم بشعة، لتعذيب وقتلٍ بالرصاص، حتى في حق الأطفال، ودعسهم بالدبابات..
ففوق جرائم داعش بالعراقيين، جاء الجيش العراقي والحشد الشعبي الرافضين، وعددٍ من الفصائل الشيعية من داخل العراق وخارجه من إيران وغيرها، لشن حرب إبادةٍ في حق أهل السنة والجماعة، إبادة الفلوجة وساكنتها وحصارهم وتجويعهم، مئات الآلاف من النازحين من الموصل وكركوك وغيرهما من المدن، وعالقون في الصحاري والوديان، وأزمةٌ إنسانية كبيرة، تصرح كل الهيئات بأنها لن تقدر على إيجاد حلول لها..
فكل يوم الدماء العراقية تسيل، والبلد يزداد تمزقًا وخرابًا وتدميرًا، والروافض و«داعش» وإيران وأمريكا ينهشون جسده المرهق بالجراح والآلام..
إن أمريكا وحلفاءها الغربيين يسعون إلى مزيد تقسيم لبلداننا الإسلامية في إطار مخططهم لشرق أوسطٍ جديد، وإن أهم حليف لهم في المنطقة يمكن أن يكون له دورٌ كبير في ذلك، بسبب أطماعه الشخصية في السيطرة على بلاد أهل السنة هو إيران التي استغلت المصالحة مع الغرب؛ وقد استطاعت بالفعل أن تحقق من خلال أتباعها السيطرة على عدة مناطق في عددٍ من الدول وخلق الصراع والاقتتال فيها، والعراق أكثر الدول المستهدفة من راعية الرفض والتشيع في العالم، ولذلك فهي الأكثر صراعًا واقتتالًا..فمتى يرجع الأمن والأمان إلى العراق؟!!

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣