خليليَّ ما للبيدِ قد عبقتْ نشْرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خليليَّ ما للبيدِ قد عبقتْ نشْرا | وما لِرُءُوسِ الرَّكْبِ قد رُنِّحَتْ سُكْرا |
هل المسكُ مَفْتوقاً بِمَدْرَجَة ِ الصَّبا | أمِ القومُ أجروْا منْ بلنسية ٍ ذكرا |
خليليَّ عُوْجا بي عليها فانَّهُ | حديثٌ كَبَرْدِ الماءِ في الكبدِ الحَرَّى |
قِفا غيرَ مأمورينِ ولتصديَا بها | على ثقة ٍ للغيثِ فاستقيا القطْرا |
بِجِسْرِ مَعانٍ والرُّصافة إِنَّهُ | على القطرِ أنْ يسقي الرصافة َ والجسْرا |
بِلادي التي رِيْشَتْ قُوَيْدِيمَتي بها | فريخاً وآوتني قرارتَها وكْرا |
مبادىء لينِ العيشِ في ريِّقِ الصِّبا | أَبى اللهُ أَنْ أَنْسى لها أَبداً ذِكْراً |
أكلُّ مكانٍ راحَ في الأرضِ مَسْقَطاً | لرأسِ الفَتى يهواهُ ما عاشَ مضطرَّا |
ولا مثلَ مدحوٍّ من المسكِ تربة ً | تُمَلِّي الصَّبا فيها حقيبَتَها عِطْرا |
نباتٌ كأنَّ الخدَّ يحملُ ذورَهُ | تخالُ لجيناً في أَعاليهِ أَوْ تِبرا |
وماءٌ كترصيعِ المجرَّة ِ جَلَّلَتْ | نواحيهُ الأزهارُ فاشتبكتْ زُهرا |
أَنيقٌ كريعانِ الحياة ِ التي حلَتْ | طليقٌ كريَّانِ الشبابِ الذي مرَّا |
بَلَنْسِيَة ٌ تلكَ الزَّبْرَجدَة ُ التي | تسيلُ عليها كلُّ لؤلؤة ٍ نَهْرا |
كأنَّ عَرُوساً أبدعَ اللهُ حُسْنَها | فصيَّر مِنْ شَرْخِ الشبابِ لها عُمرا |
تؤبدُ فيها شعشعانية ُ الضُّحَى | إِذا ضاحكَ الشمسُ البحيرة َ والنهرا |
تزاحمُ أَنفاسُ الرياحِ بزهرها | نُجُوماً فلا شَيْطانَ يَقرَبُها ذُعْرا |
هي الدرَّة ُ البيضاءُ من حيثُ جِئْتَها | أضاءَتْ وَمَنْ للدرِّ أَنْ يُشْبِهَ البَدْرا |
معاهدُ قد ولَّت إِذا ما اعتبرتَها | وجدتَ الذي يحلو مِنَ العيشِ قد مرَّا |