ألا أسعديني بالدموع السواكب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا أسعديني بالدموع السواكب | على الوجد من صرم الحبيب المغاصب |
وسحي دموعاً هاملات كأنما | لها آمر يرفض من تحت حاجبي |
ألا واستزيريها إلينا تطلعاً | وقولي لها في السر: يا أم طالب |
لماذا أردت الهجر مني ولم أكن | لعهدكم لي بالمذوق الموارب |
فإن كان هذا الصرم منكم تدللا | فأهلا وسهلاً بالدلال المخالب |
وإن كنت قد بلغت يا علو باطلا | بقول عدو فاسألي ثم عاقبي |
ولا تعجلي بالصرم حتى تبني | أمبلغ حق كان أم قول كاذب |
كأن جميع الأرض حتى أراكم | تصور في عيني بسود العقارب |
ولو زرتكم في اليوم سبعين مرة | لكنت كذي فرخ عن الفرخ غائب |
أراني ابيت الليل صاحب عبرة | مشوقاً أراعي منجدات الكواكب |
أراقب طول الليل حتى إذا انقضى | رقبت طلوع الشمس حتى المغارب |
إذا ذهبا هذان مني بلذتي | فما أنا في الدنيا لعيش بصاحب |
فيا شؤم جدي كيف ابكي تلهفاً | على ما مضي من وصل بيضاء كاعب |
رأت رغبتي فيها فأبدت زهادة | ألا رب محروم من الناس راغب |
أريد لأدعو غيرها فيردني | لساني إليها باسمها كالمغالب |
يظل لساني يشتكي الشوق والهوى | وقلبي كذي حبس لقتل مراقب |
وإن بقلبي كلما هاج شوقه | حرارات أقباس تلوح لراهب |
فلو أن قلبي يستطيع تكلماً | لحدثكم عني بجم العجائب |
كتبت فأكثرت الكتاب إليكم | كذي رغبة حتى لقد مل كاتبي |
أما تتقين الله في قتل عاشق | صريع قريح القلب كالشن ذائب |
فأقسم لو أبصرتني متضرعاً | أقلب طرفي نحوكم كل جانب |
وحولي من العواد باك ومشفق | أباعد أهلي كلهم وأقاربي |
لأبكاك مني ما ترين توجعاً | كأنك بي يا علو قد قام نادبي |
وقد قال داعي الحب: هل من مجاوب؟ | فأقبلت أسعى قبل كل مجاوب |
فما إن له إلا إلي مذاهب | تكون ولا إلا إليه مذاهبي |