إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا | لغزوكَ وافتهُمُ قناً وصوارِمُ |
وَلاَ غَائِبٌ إلا أَتَى وَهْوَ تَائِبٌ | وَلاَ قَادِمٌ إلا أَتَى وَهْوَ نادِمُ |
لأعناقهِمْ بالبيضِ منكَ معانقٌ | لِغَيْرِ هَوًى فِيهِمْ وبِالسُّمْرِ لاثمُ |
تفتَّحَ منهم بالسُّيوفِ شقائقاً | عَلَيْهَا الدُّرُوعُ الضَّافِياتُ كَمائِمُ |
بحربٍ تكونُ البيضُ مِنها بوارقاً | نجيعهم فيها الغُيومُ السَّواجِمُ |
قتلهُم بالذُّعرِ حتَّى كأنَّما | تُحَارِبُهُم فيهِ وأَنْتَ مُسَالِمُ |
وَقَدْ عَلِمَ الأَعْدَاءُ أَنّكَ إنْ تَقُمْ | بِقائِمِ سَيْفٍ فَهوَ بالنَّصْرِ قائِمُ |
إذا رُمتُ أن ترقَى إلى المجدِ سُلَّماً | صعدتَ إليهِ وصَعا وسلالِمُ |
وَحَفَّ بِكَ الجَيْشُ الذي بِكَ نَصْرُهُ | ومِنكَ لهْ إقدامهُ والعزائِمُ |
وسارَ ببيدرٍ من سَنا وجهكَ الذي | بهِ ظُلماتٌ تنجلي ومظالمُ |
عَلى الأعْوَجِياتِ العِتَاقِ التي لها | حوافرُ للهاماتِ مِنها عَمائِمُ |
تمدُّ بها في السير أجيادُها التي | كأنَّ لحى الأعداء فيها براجِمُ |
سِهَامٌ عَلَى مَثلِ السِّهَامِ تَبسَّمَتْ | سيوفُهُم حيثُ الوجُوهُ سَواهِمُ |
وليس بِناجٍ مِنكَ جَانٍ بجرمِهِ | إذا أعوزتهُ من يديك المَراحمُ |
يَكِرُّ بِمَا تَهْوى الجَديدانِ في الوَرَى | وتسري بما ترضي الرِّيَّاح النَّواسِمُ |
وَتَحْتَقِرُ الفُرْسَانَ حَتَّى كأَنَّهُمْ | وهم بهمٌ يوم الهياجِ بَهائِمُ |
وَتُعْطِي أَيادِيكَ التي يَدَكَ احْتَوَتْ | ولو جمعت في راحَتَيكَ الأَقالِمُ |
كَأَنَّكَ أُمٌّ والأَنَامُ بِأَسْرِهِمْ | يتامى وبعلٌ والأنامُ أَيائِمُ |
تَؤمُّ رِمَاحُ الخَطِّ بِيضَكَ في الوَغَى | كما قابلت بيض الوُجُوه المعاصِمُ |
وتغِضِي عن الفحشاءِ لا عن جهالة ٍ | ولكنْ لِمَعْنَى آثَرَتْهُ المَكَارِمُ |
وَلي مُدَحٌ بالَغْتُ فيها بَلاغَة ً | وأَثْنَيْتُ فيها بالذي أَنَا عَالِمُ |
وَلي فيكَ آمالٌ عَلَيْكَ بُلُوغُها | فلا دافعَ دُون الذي أنت حاكِمُ |
أَبْعَدَك يَحْوِي المَجْدُ مَنْ هُو فاخِرٌ | وبعدي يقولُ الشِّعرَ مَنْ هُوَ ناظِمُ |
وإنَّ لِسَانِي ذو الفِقَارِ عَلِيُّهُ | عُلاكَ فَمَنْ مِثْلِي وَمِثْلُكَ غَانِمُ |
أجر وأجزْ واعطف وأعطِ فَإِنَّما | يَخُصُّ كَرِيماً بالنَّوالِ الأَكَارِمُ |