صبَا وهزَّتهُ أيدي شوقه طَربا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صبَا وهزَّتهُ أيدي شوقه طَربا | وجدَّ من بعدما مانَ الهوى لَعِبا |
لا تعتبوه فما أبقى الغرامُ لهُ | مِنْ سَمْعِهِ ما بِهِ يُصْغي لِمَنْ عَتِبا |
وَلاَ ثَنَاهُ وأَمْرُ الحبِّ في يَدِهِ | عذلٌ فكيف وأمرُ الحُبّ قدْ غًلبا |
يهوى بروق الحِمى َ لكنْ يُخالفها | فكلما ابتسمت منْ جوِّها انتحبا |
يا قلبُ حَتَّام تَهْوَى مَنْ سَلاكَ وَيا | جَفْنَيَّ كَمْ تَبْكِيانِ الجيرة َ الغَيَبا |
أعيذُ قَلْباً ثَوَى حُبُّ الأميرِ بِهِ | من أنْ يرى بسوى حُبَّيهِ ملتهبا |
لا تَنْظُر العَيْنُ مِنْهُ السَّيْفَ مُنْصَلِتاً | إنْ فَارَقَ الغِمْدَ حَلَّ الهامَ فاحْتَجَبَا |
لَوْ أَقْسَمَ المُدْلِجُ السَّارِي عَلَى قَمَرٍ | باسم الأمير دَعاهُ قطُّ ما غرَبَا |
ولو وضعتَ على الهنديّ سطوتهُ | طاحَتْ رُؤوسُ الأَعَادِيَ وَهْوَ ما ضَرَبَا |
ولو وضعتَ الذي تُبدي فُكاهتهُ | للعلقمِ المُرِّ أضحى طعمهُ ضَرِبا |
وَلَوْ تَلوْتَ على مَيْتٍ مَنَاقِبَهُ | ردّ الآلهُ لَهُ الرُّوح التي سَلبا |
ولو مزجتَ بماءِ المُزنِ ما اكتسبتْ | مِنْ لُطْفِهِ شيمي ما غَصَّ مَنْ شَرِبَا |
مِنَ الأكارِم أبناءِ الأكارم آ | باءِ شيمي لا زُوراً ولا كذِبَا |
يسعى لنيلِ العُلى من معشرٍ وَهُمْ | تَسْعَى المعالي إلى أَبْوابِهِمْ أدبا |
يُعلمونَ الورى آدابهم ولَهُمْ | بِيضٌ إذا غَضِبُوا لا تَعْرِفُ الأَدَبا |
لَوْ لُقّبُوا بالغُصونِ السُّمْرِ صَدَّقهُمْ | جَعلَ الرُّؤوس لها يوم الوغى كُثَبا |
المُنْجِدينَ أَخا المُوجِدِينَ سَخاً | والماجدين أباً والواجدين إبا |
لمّا انتسبتُ إلى أبوابِهِ كَبُرت | بي هِمَّة ٌ صغرتْ في عيني الرُّتبا |
لَوْ رُمْتُ أَسْحَبُ أَذْيَالي على فَلَكٍ | لَمدَّ لي سَببٌ مِنْ جُودِهِ سَبَبَا |