أضحى لهُ في اكتئابه سببُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أضحى لهُ في اكتئابه سببُ | بمبسمٍ في رُضابهِ شَنَبُ |
قَلْبٌ كَمَا يُفْهَمُ السُّلوُّ جَرَى | فِيهِ كَمَا يُعْلَمُ الهَوَى لَهَبُ |
لاَ يَدَّعِي العَاشِقُونَ مَرتَبَتي | مَتَى تَساوَى التُّرابُ والذَّهبُ |
أَبكي إذَا مَا شَكَوْا وأَنْدُبُ إنْ | بَكَوْا وأَقْضِي نَحْبِي إذَا انْتَحَبُوا |
فيمن بأعطافهِ وأعينهِ | جُرَّ قضيبٌ وجُردتْ قُضُبُ |
مُنْتَقِمٌ بالصُّدُودِ مُنْتَقِلٌ | عنْ ودِّه بالجمالِ منتقبُ |
مُعْرِضٌ بالوِدَادِ مُعْتَرِضٌ | مُحْتَجِرٌ في الغَرَامِ مُحْتَجِبُ |
يا حبذا دارهُ وإن بعدت | وَحبّذا أَهْلَهُ وإنْ غَضِبُوا |
وَحَبَّذا الشَّامُ إنْ سَمتْ بِحُسا | مِ الدّين مِنْهَا البِطَاحُ والكُثُبُ |
لا أَخْتَشِي الحادِثَاتِ والحَسَنُ المُـ | ـحسنُ لي في جنابهِ أُربُ |
مِنْ مَعْشَرٍ قَدْ سَموْا وَقَدْ كَرُمُوا | فعلاً وطَابوا أصلاً إذا انتسبوا |
إنْ أَظْلَمَ الدَّهْرُ ضَاءَ حُسْنُهُمْ | وإنْ أُمرَّت أيَّامُنا عَذُبُوا |
وإن أرادوا مكارماً بلغوا | وإن أرادُوا مَكارهاً غَلبُوا |
ما إن سعوا في محامدٍ رَفَعُوا | لها بِناءً فعاقَهُم نَصَبُ |
قَوْمٌ يَشُقُّونَ كُلَّما شَعَب الـ | ـخَطْبُ وَمَنْ ذا يَشُقُّ ما شَعَبُوا |
وَتَسْتَقِرُّ العُيُونُ إنْ نَزَلُوا | وَتَسْتَقِرُّ القُلُوبُ إنْ رَكِبُوا |
وَتَخْجَلُ السُّحْبُ مِنْ أَكُفِّهِمِ | مِنْ أَجْلِ هَذَا تُبْدِي الحَيَا السُّحُبُ |
مِنْ فِضَّة ِ عِرْضُهُمْ وَنَشْرُهُمْ | يُعطَّرُ الكَوْنُ أَيَّة ً ذَهَبُوا |
ما أَشرَقُوا في ذُكاء مَعْرِفَة ٍ | إلا ذِكَا مِنْ ذُكائِهِمْ غُرُب |
إن حضروا في مجالسٍ خَطبوا | وإنْ نأوا عن مجالسٍ خُطبوا |
وَكَمْ عُدَاة ٍ أَقْوالهم كَتَبُوا | وَكَمْ عِداة ٍ وَفوا بِها كَتَبُوا |
سابقهم في عُلومهم نفرٌ | فما لقوا شأوهُم ولا قرُبُوا |
قُلْ لأَجَلِّ الوَرَى إذا انْتَسَبُوا | حَسْبُكَ ما يَقْتَضِي لَكَ الحَسَبُ |
يَا ضَاحِكاً والحَيَاة ُ عَابِسَة ٌ | وثابتاً والجبالُ تضطربُ |
الدَّهْرُ دَوْحٌ وأَنْتَ فِيهِ قَضِيـ | ـبُ البَانِ غُصْناً وَغَيْرُكَ الحَطَبُ |
خذ مِدحاً لَم أردْ بِها مِنحاً | حسبي أني إليكَ أنتسِبُ |