أَأَطْلُبُ يا مُحَمَّدُ أَنْ يَؤولاَ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَأَطْلُبُ يا مُحَمَّدُ أَنْ يَؤولاَ | لِغَيْرِكَ وِدُّ قَلْبي أَوْ يَمِيلا |
وأرجو غيرَ بابكَ لي مراماً | وأقصدُ غيرَ رَبعِكَ لي مقيلا |
واخطبُ شمسكَ أن تُجلَّى | وأسألُ غيرَ مائكَ أن يسيلا |
وقد أنجحتَ لي بنداكَ مسعى ً | وَقَدْ حَقَّقْتَ لي أَملاً وَسُولا |
جَعَلْتَ بِجَاهِكَ العَلْياءَ دُوني | ورُعْتَ ببأسِكَ الخطْبَ المَهُولا |
وَمَاأَنَا مُنْكِرٌ تِلْكَ العَطَايَا | وما أنا جاحِدٌ ذاكَ الجميلا |
وَلاَ أَنَا قانِعٌ لَكَ مِنْ وِدَادٍ | بِأَنْ أُثْنِي عَلَيْكَ وأَنْ أَقُولا |
عَلى أَنّي فتى ً فَطِنٌ بَليغٌ | بلوغٌ ما سَلكْتُ لَهُ سبيلا |
بألفاظٍ تخرُّ لَهَا القوافي | وَيَنْقادُ القَرِيضُ لها ذَلُولا |
إذا مَرَّتْ عَلى أُذُنَيْ فَصيحٍ | سِواكَ يعضُّ إصبعَه طويلا |
ومَا أنا بالغٌ بكثيرِ مدحي | من الكرمِ الذي تحوي قليلا |
وأَنْتَ أَعزّ أَنْ تُدْعَى عَزِيزاً | وأَنْتَ أَجلّ أَنْ تُدْعَى جَلِيلا |
وأَنْتَ أَخٌ لِكُلّ غَريبِ دارٍ | إذا عدمَ القرابة َ والخليلا |
يُسلي لفظكَ الصَّبَّ المُعَنَّى | ويَشفي ذِكرُكَ الدَّنفَ العليلا |
إذَا وَهَبَ الإلهُ لنا عُقُولاً | وَهَبْتَ لِما وَهِبْناهُ عُقُولا |
فداؤكَ مَنْ من تدينُ لهُ الأماني | بأنْ يلقى إليكَ لَهُ وصولا |
وَمَنْ هُوَ دُونَ أَنْ يَرْنُو بِطَرْفٍ | إلَيْكَ فَكَيْفَ تَنْظُره عَدِيلا |
تُرى شمسُ الضُّحى إبان تبدو | وَتُنْظَرُ حِينَ تُنْتَسِبْ الأُصُولا |
فَمَنْ وَافَى يَعِيبُ الشَّمْسَ يَوْماً | كفاهُ على جهالتهِ دَليلا |