أرشيف الشعر العربي

لقيت من الوجد واللائمينا

لقيت من الوجد واللائمينا

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
لقيت من الوجد واللائمينا ضنى ً شفَّ جسمي وأقذى العيونا
فلم أدرِ ماذا بقلبي أمضّ وجدي أم عذلُ العاذلينا؟
الائمتي بعض هذا الملام فالأمر ليس كما تزعمينا
ذريني اُدمّي غروب الجفون واستشعر الحزن حيناً فحينا
لقد جذم الدهرُ يسري يديّ فبانت وألحق فيها اليمينا
أصبرا وإنسانُ عيني يُسلُّ بظفر الردى ساء ما تأمرينا
كفى حزناً أنَّ جسمي أقام وقلبي استقلَّ مع الظاعنينا
أعينيَّ شأنكما والدموع فما يترك الدهرُ دمعاً مصونا
له الذمُّ بالأمس قد بزَّني وشيمته الغدرُ علقاً ثمينا
فغادر حجري منه خميصاً وبطن الثرى منه أمسى بطينا
وغصنٌ نما في تراب العُلى وأينع في روضة المجد حينا
ذوى بعدما أن زها برهة ً وراق النواظر حسناً ولينا
وكنتُ متى عنَّ لي ذركهُ أطلتُ عليه البكا والحنينا
مضى ما نسيناه لكنْ ثنى بآخر يذكرنا ما نسينا
أهلتُ عليه ترابَ القبور وعدتُ أكابدُ داءً دفينا
على أنني لم أزل منذ سبعٍ أعدُّ الشهور له والسنينا
توَّسمت منه سمات الكمال وقلتُ يكون لبيباً فطينا
فلما مخائله بشَّرتْ بتحقيق ما ارتجى أن يكونا
وقامت على ما تفرست فيه شواهد حققن فيه الظنونا
رمته المنونُ بسهم الحمام من حيث لا أتوقى المنونا
فأصبحت أسمح للترب فيه وكنت على اللحظ فيه ضنينا
بمن أتعلل في النائبات إذا غادرتني كئيباً حزينا
ومن مؤنسي حيث ليل الخطوب يمرُّ عليَّ الهزيع الدجينا
فقل لليالي بلغتِ المنى وأدركت منّي ما تأملينا
لقد كنت بالأمس ذا مقلتين أرى بهما ما يقرُّ العيونا
فقأت بسهمك يسراهما وسرعان ما قد فقأت اليمينا
قعدتُ بعمياء مستصحباً تريني أيامي البيض جونا
ولا تحسبيني لمّا شكوتُ صنيعك لي عاجزاً مستكينا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حيدر بن سليمان الحلي) .

قبيحٌ بحقّك أن تبخلا

أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً

أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا

ماتوا بغيظهم وليت نفوسهم

طفنا بنادي عُلى َ بالبشرِ ملَتمِع


مشكاة أسفل ٢