يا رواق العُلى فقدت وقوراً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا رواق العُلى فقدت وقوراً | ألف الحلمَ واصطفاه سميرا |
فيك قد أسكت الردى منه فحلاً | طالما قد ملا النديِّ هديرا |
وأرانا الفتورَ في جفن صلٍّ | حين أرخى الجفونَ منه فتورا |
إنما أنت غابُ عزٍّ أصابت | أسهمُ الحتف منك ليثاً هصورا |
قد تخلّى سرادقُ المجد ممّن | تخذ العزَّ حاجباً وخفيرا |
قبروا منه في الصعيد أخا السيـ | ـف لساناً عضباً وعزماً طريرا |
وغداً ينشرون منه مزاياً | كلُّ نادٍ بها يضوع عبيرا |
يا لها عثرة جنتها الليالي | عاد جدُّ الفيحاء فيها عثورا |
نكبة ٌ صغَّرت جميعَ الرزايا | كان ذنب الزمان فيها كبيرا |
قلْ لفيحاء بابلٍ كابديها | لوعة ً في القلوب تبقى دهورا |
وأطيلي العويلَ حزناً على من | ردَّ باعَ الأيام عنكِ قصيرا |
كان فيه بك الهجيرُ أصيلاً | فأعيدي له الأصيلَ هجيرا |
بزفيرٍ يُحمى به التربُ حتى | تطأ التربُ من لظاه سعيرا |
يا دفيناً على ثراه المعالي | تركت قلبها يكوس عقيرا |
وسدّوا خدَّك الكريم بلحدٍ | عاد في طيبه ثراه عطيرا |
حقَّ لي فيك أن أعزَّي القصورا | وأهنّي بك الثرى والقبورا |
هذه أظلمتْ لفقدك حزناً | وغدت تلك فيك تشرق نورا |
قد عددناك في الجبال ولكن | لم نخل بل سيرها أن تسيرا |
بك لم يرفعوا سريرَك إلا | ولك الحورُ قد نصبن السريرا |
لم أخل قبل أن أراك دفيناً | ان ملحودة توارى ثبيرا |
إن تفرغت للبلى فلعمري | من أعاديك قد ملأت الصدورا |
أو طواك الردى فذكرك باقٍ | ليس ينفكُّ طيباً منشورا |
لك لولا «محمدٌ» أيُّ ثلمٍ | في العُلى سدُّه يكون عسيرا |
قطبُ مجدٍ كفاه إنَّ رحى الحمد | على غير قطبها لن تدورا |
كم جلا للعيون طلعة وجدٍ | طبعت في السما الهلالَ المنيرا |
أسر الحلمُ نفسه وسواه | لهوى النفس لا يزال أسيرا |
ماجدٌ ينقل المكارمَ لكن | وأرث لا كغيره مستعيرا |
فهو يروي مرشحاً لبنيه | عن أبيه حديثها المأثورا |
ألمعيٌّ بغوره سبر الدهـ | ـرَ وما كان غورُه مسبورا |
ولكم راض صعبة ً لو سواه | راضها رأيه لزادت نفورا |
حلَّ داراً للمجد لم تلد العلياءُ | فيها إلا الأبيَّ الغيورا |
لكِ يا دار ما وجدنا نظيراً | زدتِ فضلاً على الديار كثيرا |
شادكِ الماجدُ الأغرُّ «شبيبٌ» | للمعالي وفيك أسنى الحبورا |
وبك استودع النهى من بنيه | أرحب الناس في الخطوب صدورا |
فاخرى الزهرَ كلَّها بوجوهٍ | زهرت في العُلى فكانت بدورا |
واستطيلي على الأثير بقومٍ | شرفاً صيَّروا ثراك الأثيرا |
معشرٌ كلُّهم عرانين مجدٍ | ينشر الحيُّ منهم المقبورا |
فلهم من «محمدٍ» شمسُ فخرٍ | كلما استحجبت تزيد سفورا |
يا قريع الزمان عزما وحزما | وذكا المجد بهجة ً وسفورا |