هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟ | أم أنكَ استعذبت ماءَ بكائي؟ |
في كل يومِ منك ألقى شدة ً | ولأنت يوماً شدَّة ٍ ورخاء |
لازلت ملحمَ غارة الأرزاء | أو حاشداً جيشاً من النكباء |
حتى أصبتَ صميمَ قلبي بغتة ً | وطرقتني بفجيعة ٍ صماء |
لم تُبقِ لي جلداً، وكنتُ أخالني | جِلداً بكل ملَّة ِ دهياء |
ومعنفٍ طرب المسامع ما رمى | عينيه صرفُ الدهر بالأقذاء |
قد لامني ـ وحشاه بين ضلوعه ـ | والأرضُ مطبقة على أحشائي |
أمعيبَ حزني لو ملكتُ تجلدي | ما بتٌّ أمزجُ أدمعي ببكائي |
أبنيَّ لو خُلِع البقاءُ على امرىء | لخلعتُ من شغفٍ عليك بقائي |
مُغفٍ قد امتلأت ردى ً بدل الكرى | عيناك فاقدَ لذة الإغفاء |
داءٌ ترحَّل فيك عنّي معقبٌ | في مهجتي للوجد أقتل داء |
لهفى عليكَ بكلُ حين أبتغي | فيه لقاكَ ولاتَ حين لقاء |
ولئن حُجبتَ بحيث أنت من الثرى | عن ناظريَّ فأنت في أحشائي |
قُربتْ بك الذكرى وفيك نأى الردى | نفسي فداؤك من قريبٍ ناء |
لو متُّ من أسفي عليك فلم يكن | عجباً، ولكن العجيب بقائي |
لازال قبرٌ ضمَّ جسمك تربُه | متنسّماً بلطائم الأنداء |
ولئن أبت حيث استقلَّ بك الردى | أن تستهلَّ حوافلُ الأنواء |
فحدت إليك على البعاد مدامعي | غيثاً جنوبُ تنفّس الصعداء |