أرشيف الشعر العربي

هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟

هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟ أم أنكَ استعذبت ماءَ بكائي؟
في كل يومِ منك ألقى شدة ً ولأنت يوماً شدَّة ٍ ورخاء
لازلت ملحمَ غارة الأرزاء أو حاشداً جيشاً من النكباء
حتى أصبتَ صميمَ قلبي بغتة ً وطرقتني بفجيعة ٍ صماء
لم تُبقِ لي جلداً، وكنتُ أخالني جِلداً بكل ملَّة ِ دهياء
ومعنفٍ طرب المسامع ما رمى عينيه صرفُ الدهر بالأقذاء
قد لامني ـ وحشاه بين ضلوعه ـ والأرضُ مطبقة على أحشائي
أمعيبَ حزني لو ملكتُ تجلدي ما بتٌّ أمزجُ أدمعي ببكائي
أبنيَّ لو خُلِع البقاءُ على امرىء لخلعتُ من شغفٍ عليك بقائي
مُغفٍ قد امتلأت ردى ً بدل الكرى عيناك فاقدَ لذة الإغفاء
داءٌ ترحَّل فيك عنّي معقبٌ في مهجتي للوجد أقتل داء
لهفى عليكَ بكلُ حين أبتغي فيه لقاكَ ولاتَ حين لقاء
ولئن حُجبتَ بحيث أنت من الثرى عن ناظريَّ فأنت في أحشائي
قُربتْ بك الذكرى وفيك نأى الردى نفسي فداؤك من قريبٍ ناء
لو متُّ من أسفي عليك فلم يكن عجباً، ولكن العجيب بقائي
لازال قبرٌ ضمَّ جسمك تربُه متنسّماً بلطائم الأنداء
ولئن أبت حيث استقلَّ بك الردى أن تستهلَّ حوافلُ الأنواء
فحدت إليك على البعاد مدامعي غيثاً جنوبُ تنفّس الصعداء

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حيدر بن سليمان الحلي) .

قد جنى لي الزمانُ أعظم ذنبٍ

عيشُك غَضٌّ والزمانُ أغيدُ

يا أمجد الناس فرعاً

إلى من مناقبه الزاهراتُ

يا هماماً لفضله


ساهم - قرآن ٣