أطلع شمسَ الراح ليلاً أغيدُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أطلع شمسَ الراح ليلاً أغيدُ | كأنه من نورها مجسَّدُ |
وزفتها تحت الدجى فاشتبهت | مدامهُ وخدّه المورّد |
فلستُ أدري أجلا لامعة ً | بكفه بها المدامُ عسجد |
أم يده البيضاء في رقتها | بها شعاعُ خده يتقد |
ساقٌ من الجوزاء وهو المشترى | نطاقهُ وعقده المنضَّد |
شمس الضحى تودُّ لو كان ابنها | وهي لها بدرُ السماء ولد |
إذا أدارتْ كفه لثامَه | خلتَ الثريا للهلال تعقد |
من لي بقطف زهرة ٍ من خده | وعقربُ الصدغ عليها رصد |
مورَّدُ الوجنة ما استخجلته | إلا وما الورد منها بدد |
مطّردٌ في خدّه ماء الحيا | ماء الحيا في خدِّه مطّرد |
علقته نشوانَ من خمر الصبا | سبطَ القوام فرعه مجعَّد |
أهيفُ كم تعطفتْ قامته | وهو لألحان الغنا يردد |
تعطُّف البانة يثنيها الصَبا | وفوقها قمريَّة ٌ تغرّدُ |
من لي لو فيها فمي يخلّد؟ | لحسنه بدرُ السماء يسجد |
وشوقي الكامل ليس حره | يطفيه إلا ريقهُ المبرّد |
ما الحسن إلا جمرة ٌ بخدِّه | وجمرة في القلب منّى تقد |
أبردُ هاتيك بلثم هذه | يا من رأى ناراً بنارِ تبرد؟ |
نارٌ ولكن هي عندي جنَّة ٌ | |
كم ليلة ٍ بات بها مُنادى | إلى الصباح والوشاة رقّد |
وسنان لم أجذبْ إلى َّ خصره | إلا ثنى أعطافه التميُّد |
حتى يُرى وخصرهُ من رقة ٍ | علَّى في انعطافه منعقد |
أعدْ علَّى صاحبي ذكر الطِلا | وعدّ عما يزعم المفنّد |
راحك يا ابن النشوات فاغتنمْ | حظك منها والعذار أسود |
وعصر اطرابك في اقتباله | غرَّة علياه سوى العز يد |
وعاقر الراح يحيِّيك بها | شريكها في اللبّ إذ يغرّد |
ما ولدتْ أمُّ الجمال مثله | وأقسمتْ بأنها ما تلد |
ما استجمع اللذات إلا مجلسٌ | على معاطاة الكؤوس يعقد |
ما هو إلا للندامى فلكٌ | به من الكأس يدور فرقد |
أو روضة ٌ فيها الخدود مجتنى | من السقاة والشفاه مورد |
وشادنٌ وفرته ريحانة | بطيب ريّاها النسيمُ يشهد |
يا طالب العدل هلمَّ ظافراً | فالعدلُ شخصٌ قد حواه بلد |
أما ترى الفيحاء كيف أصبحت | والجور من ورائها مشرَّد |
هذا حسام الدين بين أهلها | أصبح والملكُ به مقلَّد |
جرت ملوكُ العصر في مضماره | لغاية ٍ إلا عليه تبعدُ |
فجاء يجري سابقاً ما مسحتْ | |
فقلْ لمن يطمع في عليائه | إليكها سيارة ً مع الصَبا |
فالمجد إرثٌ والندى سجية ٌ | والحمد كسبُ والعلاء مولد |
تبصرُ في رواقه محجباً | منه ولا حاجبَ إلا السؤدد |
قد خدمت أقلامه بيض الظبا | تُصدرها عن أمره وتورد |
سيفٌ بكف الملك منه قائمٌ | مقامَ خديه الطلا والعضدُ |
منزلتان ليس في كليهما | ينوب عنه الصارم المجرَّد |
وأنتَ حيث باسمه شاركته | لا تفتخرْ يا أيها المهنّد |
فهو على هام العداة منتضى | دأباً وأنت تنتضى وتغمد |
إن أشعرتك رهبة هيبته | فمنه في صدر النديّ أسد |
طرفٌ ولا ينطق فيها مذود | |
مصورٌ في شخصه روحُ النهى | عليه أبراد الفخارُ جُدد |
وغيره يغريك حسنُ شكله | ومنه ما في البرد إلا جسد |
أبلجُ عنه واليه في الندى | تروى أحاديثُ الندى وتُسند |
لهم نداهُ مشركٌ في وفره | ومدحهم حقاً له موحّد |
يا خيرَ من زار الثناءُ ربعَه | فزار أزكى من نماهُ محتد |
إليكما سيارة ً مع الصَبا | تتهم في نشر الثنا وتنجد |
سحّارة الألفاظ بابليَّة ً | أمُّ الكلام مثلها لا تلد |
بل كلُّ معنى جاهليٍ قد غدا | يودُّ منها أنه مولَّد |
لا تحمدَ العودَ على قافية ِ | ما كلُّ عودٍ في الأمور أحمد |
أنتَ فدمْ سيَّد أبناء العلى | ونظمها للشعر فيك سيّد |