ولاؤُك أنفعُ ما يذخرُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ولاؤُك أنفعُ ما يذخرُ | وذكرُك أضوعُ ما يُنشرُ |
أَجَل ومكارمُك الباهراتُ | أجلُّ وأعظمُ ما يُشكَر |
أبا جعفر أنت لطفُ الإله | وأنت لرأفتهِ مَظهر |
براكَ الأله لنا رحمة ً | يُعلنُ بها العائلُ المُقتِر |
لقد صنتَ وجهي عن أن يُرى | لدى أحدٍ ماؤُه يَقطِر |
وعوَّدَتني كرماً أن تجود | عليَّ ابتداءً بما يَغمرُ |
فأضحى لساني لديك يطولُ | وهو لدى غيرِكم يَقصِر |
أبو إخوة ٍ لي على الحاسدينَ | على قِلّتي بهمُ أكثرُ |
وداد الورى عَرضٌ زائلٌ | وثابتُ ودِّهم جَوهر |
هم الأطيبون هم الأنجبون | هم السحبُ جوداً همُ الأبحر |
وهم عُدَّتي حيثُ لا عدّة ٌ | وهم معشري حيثُ لا مَعشر |
وعنّي بهم كم دفعتُ الخطوبَ | فولَّت بأذيالِها تَعثَر |
تَوعَّدَني زمني بالظَما | وفي زعمِه أنني أضجر |
فقلتُ له: خلّي عني الوعيدَ | أيظمأُ مَن عنده «جَعفر» |
فتى ً أملي في ندى كفِّه | كبيرٌ وهمّتُه أكبر |
له أنملٌ سُحبٌ عشرُها | وراحٌ أساريرُها أبحُر |
وعَيشيَ في طيبها "صالحٌ" | رياضُ المُنى فيه لي تَزهُر |
محيّاهُ كالبدرِ لا بل أتمّ | على أنّه الشمسُ بل أنورُ |
فيا رائشي حصَّ منّي الجناحُ | ففي الوكر طيري لقاً يَصفِر |
ويا ناعشي أضعفت من قُوايَ | أمورٌ بها كاهلي مُوقَر |
أعِد نظراً نحو حالي غدت | ومربُعها طَللٌ مُقفِر |
لئن أنت فيها غرستَ الجميل | بالشكرِ سوفَ إذاً يُثمر |
وعن بصري إن جلوتَ القَذا | فإنّي بهديك مستبصِر |
وإن كنتَ أخّرت صنع الجميلَ | بعسرٍ وليتَك لا تَعسِر |
فحسبي صنايُعك السالفاتُ | واجبة ُ الشكر لا تُكفر |
ستُعذَرُ عندي عُذرَ الذي | على نفسِه نفسهُ تًصبر |
ولكن على كلّ حالٍ أخالُ | بأن لك نفسك لا تَعذِر |