لا أرى بالبراق رسما يجيب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا أرى بالبراق رسماً يجيب | سكنت آيها الصبا والجنوب |
خلف الجدة البلى في مغانيــ | ــها كما يخلف الشباب المشيب |
أيبس العيش بعدهن، وقد يعــ | ــهد فيهن وهو غض رطيب |
أسف غالب يحر جواه، | وعزاء متعتع معلوب |
راعني ما يروغ من وافد الشيــ | ــب طروقاُ، ورابني ما يريب |
شعرات سود إذا حلن بيضاً | حال عن وصلة المحب الحبيب |
مر بعد السواد ما كان يحلو | مجتناه من عيشنا ويطيب |
تلك أسماء إذ أجدت وداعاً | جلب الوجد بينها المجلوب |
نظرت خلسة كما نظر الريـــ | ــم، ومادت كما يميد القضيب |
وإلى أحمد ابتعثنا المهاري | للبانات طالب ما يخيب |
جنحاً في الظلام يحدين وهناً، | ومراسيل دأبهن الدؤوب |
قاصدات مهذباً لم يشقق | في معالي فعاله التهذيب |
إن تطلب شرواه فالغيث دفقاً | مثل من سماحه مضروب |
وإذا ما الخظوظ أجرى إليها | محطئ من بغاتهم أو مصيب |
بلد العاجز المزند فيها، | ومضى الأحوذي فيها النجيب |
وأرى القوم حين خلوا مداه، | وتناهى جريهم والهيوب |
حاجزوا سابقاً تمهل حتى | أحسر الريح شأوه المطلوب |
ما لقينا من الحقوق اللواتي | تتشكى أوجاعهن القلوب |
كل يوم حق يلم فيغلو | جزعاً، أو يشط بعداً قريب |
فالتلقي له عقابيل خطب | ولفرط التشييع أيضاً خطوب |
سقي الركب عامدين فلسطيــ | ــن ففيهم شخص إلينا حبيب |
يشهد الأنس حين تشهد فينا، | ويغيب السرور حين يغيب |
شيمة منك حرة يا أبا العبــ | ــاس وفاك نجرها أيوب |
فآبق ما طرب الحمام، وما نا | زع شوقاً إلى محل غريب |