خير يوميك في الهوى واقتباله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خَيرُ يَوْمَيكَ في الهوَى وَاقتِبَالِهْ، | يَوْمَ يُدنيكَ هاجِرٌ مِنْ وِصَالِهْ |
كُلّما قُلتُ: ثَابَ للقَلْبِ رُشْدٌ، | عَاوَدَ القَلْبَ عائدٌ مِنْ خَبَالِهْ |
إنْ تُبَالِ الصّدودَ تَكَلفْ، وَما أنْـ | ـتَ بحَيّ الأحْشاءِ، إنْ لَمْ تُبَالِهْ |
شَرّدَ النّوْمَ عَنْ جُفُونِكَ ضَنٌّ | مِنْ حَبيبٍ بزَوْرَةٍ مِنْ خيَالِهْ |
وَاعتِلالٌ مِنْ وِدّ أوْطَفَ لا يُعْـ | ـدَمُ بَثٌّ مِنْ طَرْفِهِ وَاعتِلالِهْ |
تَتَكَفّا النْفُوسُ إثْرَ تَكَفّيـ | ـهِ امْتِثَالاً لمَيْلِهِ وَاعْتِدالِهْ |
كادَ شَاكي الهَوَى يُعادُ، وكادَ الـ | ـخِلْوُ يُؤتَى مِلْكاً بِخَلْوَةِ بَالِهْ |
رُبّ رَغْبٍ نَقّبْتُ عَنْهُ فَلَمْ يَبْعُدْ | ونُْجحٍ، أنشَطتُهُ من عِقَالِهْ |
وَقَوافٍ أهْدَيْتُها لِمُراعٍ | حُسْنَ أمْثَالِها عَلى أمْثَالِهْ |
هِبرِزِيٌّ، يَرَى، وَإنْ فاضَ غَزْراً، | لامتِداحي فَضْلاً عَلى إفْضَالِهْ |
وَالغِنى في القُنوعِ، أوْ سَيبِ ما يُغـ | ـنيكَ وَشْكُ ابتِدائِهِ عَنْ سُؤالِهْ |
كأخيك ابنِ صَالِح بْنِ عَليٍّ | في احتِمالِ الجَليلِ، وَاستِقلالِهْ |
مُوسِرٌ مِنْ خَلائِقٍ، تَترَاءَى | مِنْ ضُرُوبِ الّربيعِ، أوْ أشكَالِهْ |
يَتَصَرّعْنَ للرّجَاءِِ دُنُوَّ الـ | ـغيمِ، وَالوَدقُ خارِجٌ مِن خِلالِهْ |
كَمْ عَداتٍ تَضَمّنَ الجُودُ فيها | رَدَّ إكْثَارَهُ إلى إقْلالِهْ |
ألحَقَ المُقْطَعَ الرجّاء، وَأدّتْ | يَدُهُ آمِلاً إلى آمَالِهْ |
شَغَلَ الحاسِدينَ أنْ لمْ يَبيتُوا | قَطّ مِنْ هَمّهِ، وَلا أشْغَالِهْ |
فاضِحاً سَعْيُهُمْ إذا ما تَعَاطَوا | سَعيَهُ فُحشَ نَقصِهِمْ عن كمالِهْ |
لا تَسَلْ رَبّكَ الخَطيرَ، وَسَلْهُ | خَصْلَةً تَستَفِيدُها مِنْ خِصَالِهْ |
لَوْ قَلِيلٌ كَفَى امْرَأَ مِنْ كَثيرٍ | لاكْتَفَيْنَا بِقَوْلِهِ من فَعَالِهْ |
مُشرِقُ البِشْرِ كالحُسامِ أشَاعَ الـ | ـقَينُ مَكتُومَ إثْرِهِ بِصِقَالِهْ |
يَتَجَلّى للرّاغِبِينَ بِوَجْهٍ | تَلبسُ الأرْضُ حَليَها من جَمالِهْ |
رَاعَ مَعرُوفُهُ، فأرْبَى، وَبدرُ الـ | أُفْقِ رَيْعٌ مُسْتَأنَفٌ مِنْ هِلالِهْ |
نَفَحَتْ كأسُهُ بطيبٍ، فَقُلْنَا | أُعْطِيَتْ نَشْرَ خِلَةٍ من خِلالِهْ |
إنْ فَزِعْنَا إلَيْهِ في الرّاحِ أدّتْـ | ـنَا إلَيْها طَوْلاً سُيُوبُ سِجالِهْ |
نَتَلَقّى المُدامَ مِنْ يَدِ حُرٍّ | يَخْتَطيهَا لَنَا إلى حُرّ مَالِهْ |
إنْ بَذَلْنَا لَهُ اقْتِصَاراً عَلَيْها، | جَازَ عَنْها إلى جَزِيلِ نَوالِهْ |
فَتَرَكْنَا يَمينَهُ لِجَداهُ، | وَاستَمَحْنَا ناجودَهَا مِنْ شِمَالهْ |