بشرى العَلاء فَذي مطالع سعده
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بشرى العَلاء فَذي مطالع سعده | ولدت هلالاً زاهراً في مجده |
وحديقة ُ المعروف هاهي أنبتت | غصناً سيثمر للعفاة برفده |
ونشت بأُفق المكرمات سحابة ٌ | من ذلك البحر المحيط لوفده |
الآن ردَّ على الزمانِ شبابُه | غضّاً فأصبح زاهياً في ردّه |
وجلت له الدنيا غضارة َ بِشرها | عن مَنظر شغلَ الحسودَ بوجده |
وحلا اصطباحُ الراحِ من يد أَغيدٍ | في خدّه تزهو شقائقُ ورده |
تُجلى بكفّ رقيق حاشية الصِبا | متمايل الأعطافِ ناعمُ قدّه |
يكسو الزجاجة َ خدُّه فيديرها | حمراءَ تحسب أَنها من خدّه |
رقص الحبابُ على غناء نديمها | طرباً وودَّ يكون موضعَ عِقده |
شهد الضميرُ بأنّها من ريقه | مُزجت بأطيبَ لذة ٍ من شهده |
فاشرب فِدا الساقي عذولك واسقني | كأساً وَفى فيها الزمانُ بوعده |
وانهض كما اقترح السرورُ مهنيّاً | بفتى به الوهابُ جاد لعبده |
ميلاده الميمون بُورك مولداً | قد أصبح الإِقبال خادمَ سعده |
تتوسّم العلياءُ وهو بحجرها | فيه مخائلَ من أبيه وجدِّه |
جدٌّ له انتهت العُلى من هاشمٍ | وعلاءُ هاشم لا انتهاءَ لحدِّه |
وكشاه في عصر الشبيبة والصِّبا | بُردَ النهى والحمد شيبة حمده |
فالبدر ودَّ بأن يكون له أخاً | والشُهب تهوى أنها من وِلده |
نضت الحميَّة ُ منه سيفَ حفيظة ٍ | ماءُ الحيا الرقراق ماء فرنده |
لمّا رأيت الشام يبعد قصده | عن ركب فيحاء العراق ووخده |
أودعتُ تهنئتي إليه رسالة ً | تُهدى على شحط المزارِ وبعده |
ودعوت حاملها لأشرف منزلٍ | بالشام خذ عني السلام وأدِّه |
حيّ السعيدَ محمداً فيه وقُل: | بُشرى بأشرف طالع في سعده |
بأغرَّ يُنميه إلى عمرو العُلى | حَسَبٌ محمَّده عليُّ معدّه |
حملته أُمُّ الفخر سيّدَ قومه | وأتت به والفضل ناسج بُرده |
ولد سيرفع عن علاك بولده | ويشدّ أزرك في بلوغ أشدّه |
لو لم يكن فلكُ المجرّة ِ مهدَهٌ | لم تطلع الشعرى العبورُ بمهده |
قرَّت به عينُ الفخارِ لأنها | لم تكتحل أبداً برؤية ِ ندّه |
فليهنين حمى السيادة إنّه | قد أطلعت شبلاً عرينة ُ اَسده |
وانشقَّ مسك ثرى النبوَّة فيه عن | ريحانة الهادي ووردة ِ مجده |
فاليوم كفّ لويّ عاد بنانها | فيها وُسلَّ حُسامها من غِمده |
وتباشرت طيرُ السماء كأنّما | نُشر ابن هاشم للقِرى من لحده |
وكأَنما الدنيا لتهنية العُلى | نادٍ تأنقت السعودُ بعَقدِه |
وكأَنَّ كلّ الناس منطق واحدٍ | يشدو ليهُن الفخر مولدُ فرده |
وبديعة ٍ في الحسن قد أهديتها | جهد المقلِّ لمكثرٍ من حمده |
خطبت له بلسان أشرف من بنى | في الكرخ بيتاً سقفه من مجده |
بيت يظلّل بالنعيم إذا أوى | ضيفٌ إليه رآه جنّة خلده |
وإليكما غرّاء بأرج عطفها | بنسيم غالية الثناء وندّه |
نطقت بناديك العليّ وأرّخت | ولد النهى للفضل أسعد ولده |